responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 19  صفحة : 256

عَيْناً يَشْرَبُ بِها عِبادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَها تَفْجِيراً [1] [2].

هذه العين من الشراب الطهور وضعها اللّه تعالى تحت تصرفهم، فهي تجري أينما شاءوا، و الظريف هو ما

نقل عن الإمام الباقر عليه السّلام إذ قال في وصفها: «هي عين في دار النّبي تفجر إلى دور الأنبياء و المؤمنين».

نعم فكما تتفجر عيون العلم و الرحمة من بيت النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تجري الى قلوب عباد اللّه الصالحين، كذلك في الآخرة حيث التجسّم العظيم لهذا المعنى تتفجر عين الشراب الطهور الإلهي من بيت الوحي، و تنحدر فروعها، إلى بيوت المؤمنين! «يفجرون»: من مادة تفجير، و أخذت من أصل (الفجر) و يعني الشق الواسع، سواء أ كان شق الأرض أو غير ذلك، و «الفجر» نور الصبح الذي يشق ستار الليل، و أطلق على من يشق ستار الحياء و الطهارة و يتعدى حدود اللّه (فاجر) و يراد به هنا شقّ الأرض.

و الملاحظ أنّ أوّل ما ذكر من نعم الجنان في هذه السورة هو الشراب الطهور المعطّر الخاصّ. لكونه يزيل كلّ الهموم و الحسرات و القلق و الأردان عند تناوله بعد الفراغ من حساب المحشر، و هو أوّل ما يقدم لأهل الجنان ثمّ ينتهون إلى السرور المطلق بالاستفادة من سائر مواهب الجنان.

ثمّ تتناول الآيات الأخرى ذكر أعمال «الأبرار» «و عباد اللّه» مع ذكر خمسة صفات توضّح سبب استحقاقهم لكل هذه النعم الفريدة: فيقول تعالى‌ يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً.

جملة (يوفون) و (يخافون) و الجمل التي تليها جاءت بصيغة الفعل المضارع‌


[1]- وردت احتمالات عديدة في سبب نصب (عينا) و أوجه الأقوال هو أنّه منصوب لنزع الخافض و تقديره (من عين) و قيل بدل من (كافورا) أو منصوب بالاختصاص أو المدح، أو مفعول لفعل مقدر و التقدير (يشربون عينا) و لكن الأوّل أوجه كما تقدم.

[2]- «يشرب»: يتعدى بالباء و بدونها، و يمكن أن تكون الباء في (بها) بمعنى (من).

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 19  صفحة : 256
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست