يكون فيه رضا اللّه تعالى أحيانا، و يقع الإنسان في بعض الموارد في مضيقة
شديدة، و لذلك ورد التعبير في الآية «إنّما» التي تدلّ على الحصر.
يقول أمير المؤمنين عليه السّلام في رواية عنه «لا يقولنّ أحدكم: اللهمّ إنّي أعوذ بك من الفتنة لأنّه ليس أحد إلّا و هو
مشتمل على فتنة، و لكن من استعاذ فليستعذ من مضلّات الفتن فإنّ اللّه سبحانه يقول: وَ اعْلَمُوا أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ
فِتْنَةٌ[1].
يلاحظ نفس هذا المعنى مع تفاوت يسير في الآية 28 سورة الأنفال.
و عن كثير من المفسّرين و المؤرخّين
(كان رسول اللّه يخطب فجاء الحسن و
الحسين و عليهما قميصان أحمران يمشيان و يعثران فنزل رسول اللّه إليهما فأخذهما
فوضعهما في حجره على المنبر و قال: «صدق اللّه عزّ و جلّ: إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ نظرت إلى هذين الصبيين يمشيان و يعثران فلم أصبر حتّى قطعت
حديثي و رفعتهما. ثمّ أخذ في خطبته» [2].
إن قطع الرّسول لخطبته لا يعني أنّه غفل عن ذكر اللّه، أو عن أداء مسئوليته
التبليغية، و إنّما كان على علم بما لهذين الطفلين من مقام عظيم عند اللّه، و لذا
بادر إلى قطع الخطبة ليبرز مدى حبّه و احترامه لهما.
إنّ عمل الرّسول هذا كان تنبيها لكلّ المسلمين ليعرفوا شأن هذين الطفلين
العظيمين ابني علي و فاطمة.
فقد ورد في حديث نقلته المصادر المشهورة أنّ البراء بن عازب (صحابي معروف
يقول: رأيت الحسن بن علي على عاتق النبي و هو
يقول: «اللهمّ إنّي أحبّه فأحبّه» [3].
و
في رواية اخرى أنّ الحسين عليه السّلام
كان يصعد على ظهر الرّسول و هو ساجد،