responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 572

و تؤدّى به الأمانة و تستحل به الفروج و الثواب على الإيمان‌ [1].

و ربما كان لهذا السبب أنّ بعض الروايات تحصر مفهوم الإسلام بالإقرار اللفظي، في حين أنّ الإيمان إقرار باللسان و عمل بالأركان، إذ تقول الرواية

«الإيمان إقرار و عمل، و الإسلام إقرار بلا عمل»[2].

هذا المعنى نفسه وارد في تعبير آخر في بحث الإسلام و الإيمان،

يقول «فضيل بن يسار» سمعت الإمام الصادق عليه السلام يقول: إنّ الإيمان يشارك الإسلام و لا يشاركه الإسلام، إنّ الإيمان ما وقر في القلوب و الإسلام ما عليه المناكح و المواريث و حقن الدماء [3].

و هذا التفاوت في المفهومين فيما إذا اجتمع اللفظان معا، إلّا أنّه إذا انفصل كل عن الآخر فربما أطلق الإسلام على ما يطلق عليه بالإيمان، أي أنّ اللفظين قد يستعملان في معنى واحد أحيانا.

ثمّ تضيف الآية محل البحث فتقول: وَ إِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً و سيوفّيكم ثواب أعمالكم بشكل كامل و لا ينقص منها شيئا.

و ذلك ل إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ‌ لا يَلِتْكُمْ‌ مشتق من «ليت» على زنة (ريب) و معناه الإنقاص من الحق‌ [4].

و العبارات الأخيرة في الحقيقة إشارات إلى أصل قرآني مسلّم به و هو أنّ شرط قبول الأعمال «الإيمان»، إذ مضمون الآية أنّه إذ كنتم مؤمنين باللَّه و رسوله إيمانا قلبيا و علامته طاعتكم للَّه و الرّسول فإنّ أعمالكم مقبولة، و لا ينقص من أجركم شي‌ء، و يثيبكم اللَّه، و ببركة هذه الأعمال يغفر ذنوبكم لأنّ اللَّه غفور رحيم.

و حيث أنّ الحصول على هذا الأمر الباطني أي الإيمان ليس سهلا، فإنّ الآية التالية تتحدّث عن علائمه، العلائم التي تميّز المؤمن حقّا عن المسلم و الصادق‌


[1]- الكافي، ج 2، باب أنّ الإسلام يحقن به الدم، الحديثان 1، 2.

[2]- المصدر السابق.

[3]- أصول الكافي، ج 2، باب أنّ الإيمان يشرّك الإسلام، الحديث 3.

[4]- فعلى هذا يكون الفعل ليت أجوف يائيا و إن كان الفعل ولت بهذا المعنى أيضا.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 572
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست