responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 548

و احتمل بعض المفسّرين احتمالا آخر لهذه الجملة المذكورة آنفا و هي أنّ اللَّه نهى المؤمنين أن يرضوا بأسماء الفسق و الجاهلية لأنفسهم بسبب سخرية الناس و لتحاشي استهزائهم.

و لكن مع الالتفات إلى صدر الآية و شأن النّزول المذكور يبدو أنّ التّفسير الأوّل أقرب.

و تختتم الآية لمزيد التأكيد بالقول: وَ مَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‌.

و أي ظلم أسوأ من أن يؤذي شخص بالكلمات اللاذعة و «اللاسعة» و التحقير و اللمز قلوب المؤمنين التي هي «مركز عشق» اللَّه و أن يطعن في شخصياتهم و يبتذل كرامتهم التي هي أساس شخصيتهم.

ماء وجوههم الذي هو أساس حياتهم الأهم.

و قلنا إنّ في كل من الآيتين- محل البحث- ثلاثة أحكام في مجال الأخلاق الاجتماعية. فالأحكام الثلاثة في الآية الأولى هي «عدم السخرية» و «ترك اللمز» و «ترك التنابز بالألقاب».

و الأحكام الثالثة في الآية الثانية هي «اجتناب سوء الظن» و «التجسّس» و «الاغتياب».

في هذه الآية يبدأ القرآن فيقول: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ‌.

و المراد من «كثيرا من الظن» الظنون السيّئة التي تغلب على الظنون الحسنة بين الناس لذلك عبّر عنها ب «الكثير» و إلّا فإنّ حسن الظن لا أنّه غير ممنوع فحسب، بل هو مستحسن كما يقول القرآن في الآية (12) من سورة النور: لَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْراً.

و ممّا يلفت النظر أنّه قد نهي عن كثير من الظنّ، إلّا أنّه في مقام التعليل تقول الآية: إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ‌ و لعلّ هذا الاختلاف في التعبير ناشئ من أنّ الظنون‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 548
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست