إذا أرسلتني كالسكة المحماة؛ أمضي لما أمرتني أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب
فقال صلى اللّه عليه و آله و سلّم: «بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب»، قال علي:
فأقبلت متوشّحا بالسيف فوجدته عندها فاخترطت السيف فلمّا عرف أنّي أريده أتى نخلة
فرقى إليها ثمّ رمى بنفسه على قفاه و شغر برجليه فإذا أنّه أجبّ امسح مال ممّا
للرجال قليل و لا كثير فرجعت فأخبرت النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم فقال:
«الحمد للّه الذي يصرف عنّا السوء أهل البيت» [1].
و ورد هذا الشأن ذاته في تفسير نور الثقلين ج 5 مع اختلاف يسير في العبارات
...
***
التّفسير
لا تكترث بأخبار الفاسقين:
كان الكلام في الآيات الآنفة على ما ينبغي أن يكون عليه المسلمون و وظائفهم
أمام قائدهم و نبيّهم محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم و قد ورد في الآيات
المتقدّمة أمران مهمّان، الأوّل أن لا يقدموا بين يديه و الآخر هو مراعاة الأدب
عند الكلام معه و عدم رفع الصوت فوق صوته ...
أمّا الآيات محل البحث فهي تبيّن الوظائف الأخرى على هذه الأمّة إزاء نبيّها.
و تقول ينبغي الاستقصاء عند نقل الخبر إلى النّبي فلو أنّ فاسقا جاءكم بنبإ
فتثبّتوا و تحقّقوا من خبره، و لا تكرهوا النّبي على قبول خبره حتى تعرفوا صدقه
... فتقول الآيات أوّلا: يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنْ جاءَكُمْ فاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا.
ثمّ تبيّن السبب في ذلك فتضيف: أَنْ تُصِيبُوا
قَوْماً بِجَهالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلى ما فَعَلْتُمْ نادِمِينَ.
[1]- مجمع البيان، ج 9، ص 132، كما
ورد في تفسير نور الثقلين بصورة مسهبة، ج 5، ص 81.