الفترة و الفاصلة الزمانية و لا يوفّقون إلى زيارة بيت اللّه، و الجمع بين هذه
المعاني كلها لا مانع منه أبدا ...
3- التعبير ب فَتْحاً قَرِيباً كما يعتقد كثير من المفسّرين هو إشارة إلى صلح الحديبيّة الذي عبّر عنه
القرآن بالفتح المبين، و نعرف أنّ هذا الفتح كان السبيل إلى دخول المسجد الحرام في
السنة التالية.
على حين أنّ جماعة آخرين يعتقدون أنّ
فَتْحاً قَرِيباً إشارة إلى «فتح خيبر».
و بالطبع فإنّ كلمة (قريبا) فيها تناسب أكثر مع «فتح خيبر» لأنّه كان- «تحقّقه
العيني» بعد هذه الرؤيا في فترة أقل زمنا من فتح مكّة بعدها، ثمّ بعد هذا فإنّ
القرآن يقول في الآية (18) من هذه السورة ذاتها عند الكلام على بيعة الرضوان: فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَ أَثابَهُمْ فَتْحاً
قَرِيباً. و كما قلنا- و يعتقد بذلك أكثر المفسّرين
أيضا- أنّ المراد من هذا الفتح هو «فتح خيبر» و القرائن الموجودة في الآية تحكي عن
هذا الفتح أيضا، و مع الالتفات إلى أنّ الآية محل البحث تنسجم مع تلك الآية فيبدو
أنّ الآيتين بمعنى واحد ... [1].
و في تفسير علي بن إبراهيم رواية تشير إلى هذا المعنى أيضا [2].
4- جملة «محلّقين رؤوسكم و مقصّرين» إشارة إلى واحد من مناسك العمرة و آدابها
و هو «التقصير» و به يخرج المحرم من إحرامه و قد استدل بعضهم بالآية في التخيير
عند الخروج من الإحرام بين التقصير في تقليم الأظافر الحلق، لأنّ الجمع بينهما ليس
واجبا قطعا.
5- جملة «فعلم ما لم تعلموا» إشارة إلى مسائل مهمّة مطوية في صلح الحديبيّة و
قد انكشفت بمرور الزمن- إذ قويت قواعد الإسلام و انتشر صوته و ترامت
[1]- التعبير ب «من دون ذلك» إمّا
بمعنى قبل ذلك، أي قبل أداء العمرة يفتح اللّه عليكم فتحا قريبا في السنة المقبلة،
أو بمعنى «غير ذلك» أي سينال المؤمنون فتحا قريبا غير زيارة بيت اللّه و العمرة
أيضا.