responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 472

النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم القلاع قلعة بعد اخرى حتى بلغ أقوى القلاع و أمنعها و آخرها و كان فيها «مرحب» قائد اليهود المعروف.

و في هذه الأيّام أصاب رأس النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم وجع شديد كان ينتابه أحيانا حتى أنّه لم يستطع الخروج من خيمته- يوما أو يومين .. و في هذه الأثناء و طبقا لما ورد في التاريخ الإسلامي، حمل أبو بكر الراية في يده و توجّه بالمسلمين نحو معسكر اليهود غير أنّه سرعان ما عاد و هو صفر اليدين دون نتيجة، و مرّة أخرى أخذ عمر الراية و حمل بالمسلمين بصورة أشد فما أسرع ما عاد دون جدوى ...

فلمّا بلغ الخبر مسمع النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم‌

قال: «و اللّه لأعطينها غدا رجلا يحبّ اللّه و رسوله و يحبّه اللّه و رسوله يأخذها عنوة!».

فاشرأبت الأعناق من كلّ جانب ترى من هو المقصود، و قد حدس جماعة منهم أنّ مقصوده (علي) عليه السّلام، إلّا أنّ عليا كان مصابا بوجع في عينه فلم يكن حاضرا حينئذ، و لمّا كان الغد أمر النّبي بأن يدعو له عليا، فجاء راكبا على بعير له حتى أناخ قريبا من خباء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، و هو أرمد قد عصّب عينيه.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم: ما لك؟

قال علي عليه السّلام: رمدت بعدك.

فقال له: أدن مني، فدنا منه، فتفل في عينيه، فما شكا وجعا حتى مضى بسبيله.

ثمّ أعطاه الراية.

فتوجّه علي عليه السّلام بجيش الإسلام نحو القلعة الكبرى (من خيبر) فرآه رجل يهودي من أعلى الجدار فسأله من أنت؟ فقال: أنا علي بن أبى طالب. فنادى اليهودي: أيّتها الجماعة حان اندحاركم، فجاء «مرحب» آمر الحصن و نازل عليا فما كان إلّا أن هوى إلى الأرض صريعا بضربة علي عليه السّلام، فالتحمت الحرب بين المسلمين و اليهود بشدّة فاقترب علي عليه السّلام من باب الحصن فقلعه فدحاه فرماه بقوّة

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 472
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست