هذه السورة كما هو ظاهر من اسمها تحمل رسالة الفتح و النصر! الفتح و النصر على
أعداء الإسلام، الفتح المبين و الأكيد «سواء كان هذا الفتح متعلقا بفتح مكّة أو
بصلح الحديبيّة أو فتح خيبر أو كان هذا الفتح بشكل مطلق».
و من أجل أن نفهم محتوى هذه السورة فينبغي أن نعرف- قبل كلّ شيء- أنّ هذه
السورة نزلت في السنة السادسة للهجرة بعد قضيّة «صلح الحديبية».
و بيان ذلك .. أنّ النّبي الكريم صلى اللّه عليه و آله و سلّم صمّم في السنّة
السادسة للهجرة مع أصحابه من المهاجرين و الأنصار و باقي المسلمين أن يتحرّكوا نحو
مكّة للعمرة، و كان من قبل قد أخبر المسلمين بأنّه رأى رؤيا في منامه و كأنّه
مشغول بأداء مناسكه مع أصحابه في المسجد الحرام معتمرين فعقد المسلمون إحرامهم عند
«ذي الحليفة» «المنطقة التي تقرب من المدينة المنوّرة» و تحرّكوا نحو مكّة
المكرّمة في إبل كثيرة لتنحر «يوم الهدي» هناك.
و كانت الحالة التي يتحرك النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم عليها توحي
بصورة جيدة أنّه لا هدف لديه سوى هذه العبادة الكبرى ... إلى أن وصل النّبي منطقة
الحديبيّة «و هي قرية على مقربة من مكّة و لا تبعد عنها أكثر من عشرين كيلو مترا».
إلّا أنّ قريشا علمت بوصول النّبي إلى الحديبيّة فأوصدت بوجهه الطريق و منعته
من الدخول إلى مكّة المكرمة.