responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 342

أنتم، فيأتي، فإن كان ثقيلا قال: بسم اللّه، ثمّ عمل معهم» [1].

لقد كانت معاملة الإسلام مع العبيد في هذه المرحلة الانتقالية حسنة إلى الحدّ الذي أكّد عليها حتى الغرباء عن الإسلام و حمدوها و مجّدوها.

و كنموذج لذلك نذكر ما يقوله «جرجي زيدان» في تأريخ تمدّنه: إنّ الإسلام رحيم بالعبيد كلّ الرحمة، و قد أوصى نبيّ الإسلام بالعبيد كثيرا، و من جملة ما قاله:

لا تكلفوا العبد ما لا يطيق، و أطعموه ممّا تأكلون.

و يقول في موضع آخر: لا تنادوا مماليككم بيا غلام، و يا جارية، بل قولوا: يا بني، و يا ابنتي! و القرآن أيضا أوصى بالرقيق وصايا رائعة، فهو يقول: اعبدوا اللّه و لا تشركوا به شيئا، و لا تعاملوا آباءكم و أمّهاتكم و أولي أرحامكم و اليتامى و الفقراء و الجيران، البعيد منهم و القريب، و الأصدقاء، و المشرّدين، و الرقيق، إلّا بالحسنى، فإنّ اللّه لا يرضى بالعجب و الرضى من النفس‌ [2].

المادة الخامسة: أقبح الأعمال بيع الإنسان‌

يعد بيع العبيد و شراؤهم من أبغض المعاملات في الإسلام، حتى ورد في‌

حديث عن النّبي الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم: «شرّ الناس من باع الناس» [3].

و هذا التعبير كاف لتوضيح وجهة نظر الإسلام في شأن العبيد، و يبيّن اتجاه حركة البرامج الإسلامية، و ما تريد تحقيقه و الوصول إليه.

و الأروع من ذلك أنّ الإسلام قد اعتبر سلب حرية البشر، و تبديلهم إلى سلعة تباع و تشترى، من الذنوب التي لا تغفر،

فقد ورد في حديث عن نبيّ الإسلام‌


[1]- المصدر السابق، صفحة 142، حديث 13.

[2]- تاريخ التمدّن، المجلد 4، صفحة 54.

[3]- المستدرك، المجلد 2، كتاب التجارة، باب 19، حديث 1.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 342
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست