responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 329

و ليس هذا في الأمس فقط، فإنّ ثقافة الشهادة المصيرية اليوم ترعب العدو أيضا، و تمزّق صفوفه، و تمنعه من النفوذ إلى حصون الإسلام، و تزرع اليأس في نفسه من إمكان تخطّيها، فما أكثر بركة ثقافة الشهادة للمسلمين، و ما أشدّها على أعداء الدين.

لكن، لا شكّ أنّ الشهادة ليست هدفا، بل الهدف هو الإنتصار على العدو، و حراسة دين اللّه و الحفاظ عليه، إلّا أنّ هؤلاء الحراس على دينهم يجب أن يكونوا على أهبّة الاستعداد، بحيث إذا احتاج الحال بذل النفوس و الدماء فإنّهم لا يتأخّرون عن بذلها، بل يبادرون إلى البذل و التضحية و الإيثار، و هذا هو معنى كون الأمّة منجبة للشهداء، لا أنّهم يطلبون الشهادة كهدف نهائي.

لهذا نقرأ

في نهاية حديث مفصل روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم‌ في شأن مقام الشهداء أنّ النّبي صلى اللّه عليه و آله و سلّم أقسم و قال: «و الذي نفسي بيده، لو كان الأنبياء في طريقهم لترجلوا لهم لمّا يرون من بهائهم، و يشفع الرجل منهم في سبعين ألفا من أهل بيته و جيرته» (1).

و هناك نكتة تستحق الاهتمام، و هي أنّ للشهادة في ثقافة الإسلام معنيين مختلفين: معنى «خاص»، و آخر «عام» واسع.

أمّا الخاص فهو القتل في سبيل اللّه في معركة الجهاد، و له أحكامه الخاصة في الفقه الإسلامي، و من جملتها أنّ الشهيد لا يغسل و لا يكفن، بل يدفن بثيابه و دمائه إذا توفي في ميدان المعركة!! أمّا المعنى العام الواسع للشهادة، فهو أن يقتل الإنسان في طريق تأدية الواجب الإلهي، فإنّ كلّ من يرحل عن الدنيا و هو في حالة أداء هذا الواجب يعد شهيدا، و لذلك ورد في الروايات الإسلامية أنّ عدة فئات يغادرون الدنيا و هم شهداء:

1-

روي عن نبي الإسلام الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلّم: «إذا جاء الموت طالب العلم و هو على‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 329
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست