responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 23

رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ‌ [1].

و هو سبحانه يأمرنا في هذه الآيات أن نشكر نعم اللَّه تعالى، و أن نسبّح اللَّه عزّ و جلّ عند الإستواء على ظهورها.

فإذا تحوّل ذكر المنعم الحقيقي عند كلّ نعمة ينعم بها إلى طبع و ملكة في الإنسان، فسوف لا يغرق في ظلمة الغفلة، و لا يسقط في هاوية الغرور، بل إنّ المواهب و النعم الماديّة ستكون له سلّما إلى اللَّه سبحانه! و

قد ورد في سيرة الرّسول الأعظم صلى اللَّه عليه و آله و سلّم‌ أنّه ما وضع رجله في الركاب إلّا و قال: «الحمد للَّه»، و إذا ما استوى على ظهر الدابّة فإنّه يقول: الحمد لله على كل حال، سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‌ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ‌ [2].

و

جاء في حديث آخر عن الإمام الحسن المجتبى عليه السّلام‌ أنّه رأى رجلا ركب دابّة فقال: سبحان الذي سخّر لنا هذا، فقال له: «ما بهذا أمرت، أمرت أن تقول: «الحمد للَّه الذي هدانا للإسلام، الحمد للَّه الذي منّ علينا بمحمّد، و الحمد للَّه الذي جعلنا من خير أمّة أخرجت للناس، ثمّ تقول: سبحان الذي سخّر لنا هذا» [3]،

إشارة إلى أنّ الآية لم تأمر بأن يقال: سبحان الذي سخّر لنا هذا، بل أمرت أوّلا بذكر نعم اللَّه العظيمة: نعمة الهداية إلى الإسلام، نعمة نبوّة النّبي صلى اللَّه عليه و آله و سلّم، نعمة جعلناه في زمرة خير أمّة، ثمّ تسبيح اللَّه على تسخيره لما نركب! و ممّا يستحقّ الانتباه أنّه يستفاد من الرّوايات أنّ من قال عند ركوبه: سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَ ما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنَّا إِلى‌ رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ‌ فسوف لن يصاب بأذى بأمر اللَّه! و قد روي هذا المطلب في حديث في الكافي عن أئمّة أهل البيت عليهم السّلام‌ [4].

و نكتشف من خلال ذلك البون الشاسع بين تعليمات الإسلام البنّاءة هذه، و بين‌


[1]- المؤمنون، الآية 29.

[2]- تفسير الفخر الرازي، المجلد 27، صفحة 199.

[3]- المصدر السابق.

[4]- نور الثقلين، المجلد 4، صفحة 593.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 16  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست