قلنا: إنّ سورة الدخان بدأت ببيان عظمة القرآن و عمقه، و تنتهي بهذه الآيات
التي تبيّن كذلك التأثير العميق لآيات القرآن الكريم، لتنسجم بذلك بداية السورة مع
نهايتها، و ما هو مبيّن أيضا بين البداية و النهاية هو التأكيد على مواعظ القرآن و
نصحه.
تقول الآية الأولى: فَإِنَّما يَسَّرْناهُ
بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ فمع أنّ
محتواه عميق جدا، و أبعاده مترامية، لكنه بسيط واضح، يفهمه الجميع، و تقتبس من
أنواره كلّ الطبقات، أمثاله جميلة رائعة، و تشبيهاته واقعية بليغة، و قصصه حقيقية
تربوية، دلائله واضحة محكمة، و بيانه مع عمقه بسيط سهل، مختصر عميق المحتوى، و هو
في الوقت نفسه ذو حلاوة و جاذبية، ينفذ إلى أعماق قلوب البشر، فينبه الغافلين،