تمثل هذه الآيات في الحقيقة نتيجة الآيات السابقة التي بحثت مسألة المعاد، و
التي استدل بها عن طريق حكمة خلق هذا العالم على وجود البعث و الحياة الأخرى.
فتستنتج الآية الأولى من هذا الاستدلال: إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ.
كم هو جميل هذا التعبير عن يوم القيامة بيوم الفصل! ذلك اليوم الذي فصل فيه
الحق عن الباطل، و تمتاز صفوف المحسنين عن المسيئين، و يعتزل فيه الإنسان أعزّ
أصدقائه، و أقرب أخلائه .. نعم، إنّه موعد كلّ المجرمين [1].
[1]- احتمل المفسّرون احتمالات عديدة
في مرجع الضمير في (ميقاتهم) فالبعض أرجعه إلى كلّ البشر، و البعض خصوص الأقوام
الذين أشير إليهم في الآيات السابقة، أي قوم تبع و العصاة من قبلهم. غير أنّ
المعنى الأوّل هو الأصح.