responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 94

نستنتج من ذلك أنّه لو لم تكن هناك توبة و إنابة من العبد، و لا اتباع لأوامر اللّه، و لا جهاد في سبيله و لا بذل الجهد و قطع مقدار من طريق الحق، فإن اللطف الإلهي لا يشمل ذلك العبد، و سوف لا يمسك البارئ بيده لإيصاله إلى الغرض المطلوب.

فهل أنّ شمول هؤلاء الذين يتحلون بهذه الصفات بالهداية هو أمر عبث، أو أنّه دليل على هدايتهم بالإجبار؟

من الملاحظ أنّ آيات القرآن الكريم في هذا المجال واضحة جدّا و معناها ظاهر، و لكن الذين عجزوا عن الخروج بنتيجة صحيحة من آيات الهداية و الضلال ابتلوا بمثل هذا الابتلاء و (لأنّهم لم يشاهدوا الحقيقة فقد ساروا في طيق الخيال).

إذن يجب القول بأنّهم هم الذين اختاروا لأنفسهم سبيل (الضلال).

على أية حال، فإنّ المشيئة الإلهية في آيات الهداية و الضلال لم تأت عبثا و من دون أي حكمة، و إنّما تتمّ بشرائط خاصّة، بحيث تبيّن تطابق حكمة البارئ عزّ و جلّ مع ذلك الأمر.

2- الاتكال على لطف اللّه‌

يعتبر الإنسان كالقشة الضعيفة في مهب الرياح العاتية التي تهب هنا و هناك في كلّ لحظة من الزمان، و يمكن أن تتعلق هذه القشة بورقة أو غصن مكسور تأخذه الرياح أيضا مع تلك القشة الضعيفة، و نرميهما جانبا، و حتى إذا تمكنت يد الإنسان من الإمساك بشجرة كبيرة فإنّ الأعاصير و الرياح العاتية تقتلع أحيانا تلك الشجرة من جذورها، أمّا إذا لجأ الإنسان إلى جبل عظيم فإن أعتى الأعاصير لا تتمكن من أن تزحزح ذلك الجبل و لو بمقدار رأس إبرة من مكانه.

الايمان باللّه بمثابة هذا الجبل و الاعتماد و الاتكال على غير اللّه بمثابة الاعتماد على الأشياء الواهية، و لهذا السبب يقول البارئ عزّ و جلّ في الآيات‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 94
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست