responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 83

و لهذا السبب فإنّ المؤمنين كثيرا ما يفكرون بها.

و ثمة سؤال يطرح نفسه هنا: إذا كانت الآيات السباقة تخص الأنبياء و المؤمنين من أتباعهم، فكيف اقترف هؤلاء تلك الزلات الكبيرة؟

الجواب على هذا السؤال يتّضح من خلال الانتباه إلى أنّه عند ما ينسب عمل ما إلى مجموعة، فهذا لا يعني أنّ الجميع قاموا بذلك العمل، و إنّما يكفي أن تقوم به مجموعة صغيرة منهم، فمثلا عند ما نقول: إن بني العباس خلفوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم من دون أيّ حق، فإنّ هذا لا يعني أنّ الكل اعتلوا كرسي الخلافة، و إنّما مجموعة منهم.

الآية المذكورة أعلاه تبيّن أنّ مجموعة من حملة الرسالة و أتباع نهجهم كانوا قد ارتكبوا بعض الأخطاء و الزلّات، و أنّ البارئ عزّ و جلّ صفح عنهم و غفر لهم بسبب أعمالهم الصالحة و الحسنة. على أيّة حال فإنّ ذكر الغفران و الصفح قبل ذكر الثواب، يعود إلى هذا السبب، و هو أنّ عليهم في البداية أن يغتسلوا و يتطهروا، و من ثمّ الورود الى مقام القرب الالهي. يجب عليهم في البداية أن يريحوا أنفسهم من العذاب الإلهي كي يتلذذوا بنعم الجنّة.

مسألة:

الكثير من المفسّرين المسلمين من الشيعة و السنة نقلوا الرّواية التالية بشأن تفسير هذه الآية، و هي أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و اله و سلّم هو المقصود في‌ وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ‌ و أن الإمام علي عليه السّلام هو المقصود في‌ صَدَّقَ بِهِ‌.

المفسّر الإسلامي الكبير العلّامة «الطبرسي» نقل ذلك في تفسيره (مجمع البيان) عن أهل البيت الأطهار، و نقلها كذلك أبو الفتوح الرازي في تفسير (روح الجنان) عن نفس المصدر السابق. كما نقلت مجموعة من المفسّرين السنة ذلك عن أبي هريرة نقلا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله و سلّم، و عن طرق اخرى، و من جملة من نقله‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست