تعتبر هذه الآيات- في الحقيقة- تأكيدا و توضيحا و تكميلا للآيات السابقة بشأن
الإنتصار و معاقبة الظالم و العفو في المكان المناسب، و الهدف من ذلك أن معاقبة
الظالم و الانتقام منه من حق المظلوم، و لا يحق لأحد منعه عن حقه، و في نفس الوقت
فإذا صادف أن سيطر المظلوم على الظالم و انتصر عليه، و عند ذلك صبر و لم ينتقم فإن
ذلك يعتبر فضيلة كبرى.
فأوّلا تقول الآية: وَ لَمَنِ انْتَصَرَ
بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ[1] فلا يحق لأحد أن يمنع هذا العمل، و لا يلوم
ذلك الشخص أو يوبخه أو يعاقبه،
[1]- عبارة (ظلمه) هي من باب إضافة
المصدر إلى المفعول.