و من الضروري الانتباه إلى بعض الملاحظات الواردة في هذه الآية:
1- تبيّن هذه الآية و بوضوح أن المصائب التي تصيب الإنسان هي نوع من التحذير و
العقاب الإلهي (بالرغم من وجود بعض الاستثناءات التي سنشير إليها فيما بعد).
و بهذا الترتيب سيتوضح لنا جانب من فلسفة الحوادث المؤلمة و المشاكل الحياتية.
و الطريف في الأمر أنّنا نقرأ في حديث عن الإمام علي عليه السّلام أنّه
نقل عن الرّسول صلّى اللّه عليه و اله و سلّم قوله: «خير آية في كتاب اللّه هذه الآية، يا علي ما من خدش عود، و لا نكبة قدم إلا
بذنب، و ما عفى اللّه عنه في الدنيا فهو أكرم من أن يعود فيه، و ما عاقب عليه في
الدنيا فهو أعدل من أن يثني على عبده» [1].
و هكذا فإنّ هذه المصائب إضافة إلى أنّها تقلل من حمل الإنسان، فإنها تجعله
يتزن في المستقبل.
2- بالرغم من عمومية الآية و شمولها كلّ المصائب، لكن توجد استثناءات لكم
عامّ، مثل المصائب و المشاكل التي أصابت الأنبياء و الأئمة المعصومين عليهم
السّلام بهدف الاختبار أو رفع مقامهم.
و أيضا المصائب بهدف الاختبار التي تشمل غير المعصومين. أو المصائب التي تحدث
بسبب الجهل أو عدم الدقة في الأمور و عدم الاستشارة و التساهل و التي هي آثار
تكوينية لأعمال الإنسان نفسه.
و بعبارة اخرى فإن الجمع بين الآيات القرآنية المختلفة- و الأحاديث-
[1]- مجمع البيان، المجلد 9، ص 31
(نهاية الآيات التي نبحثها) و قد ورد ما يشبه هذا الحديث في (الدر المنثور) و
تفسير (روح المعاني) مع بعض الاختلاف و ذلك في نهاية الآيات التي نبحثها، و
الأحاديث في هذا المجال كثيرة.