بما أن الآيات السابقة كانت تتحدث عن العذاب الإلهي الشديد و عن طلب منكري
المعاد للتعجيل بقيام القيامة، لذا فإنّ أوّل آية نبحثها هنا تقرن «الغضب» الالهي
مع «اللطف» الالهي في معرض ردها على استعجال منكري المعاد: اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ.
فعند ما يهددهم بالعذاب الشديد في موضع، يعدهم باللطف في موضع آخر، ذلك اللطف
الواسع غير المحدود و لا يعجّل في عقاب الجاهلين المغرورين.
ثم تطرح الآية أحد مظاهر لطفه العام و هو الرزق، فتقول: يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ. و هذا لا يعني أن هناك جماعة محرومون من رزقه، بل المقصود البسط في الرزق
لمن يشاء، كما جاء في الآية 26 من سورة الرعد: اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ