هذه السورة
نزلت في مكّة المكرمة، و لهذا السبب فإنّها تتطرق للقضايا المتعلقة بالتوحيد و
المعاد، و أهميّة القرآن، و مقام نبوّة نبيّ الإسلام صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
كما هو الحال في بقية السور المكّية.
فالمرحلة
التي قضاها المسلمون في مكّة كانت مرحلة للبناء الإيماني و العقائدي، و لذلك فإن
السور المكية حوت أقوى البحوث و أكثرها تأثيرا في هذا المجال. و كانت الأساس القوي
المحكم الذي ظهرت آثاره العجيبة في المدينة، و في الغزوات و عند مواجهة العدو، و
أمام عراقيل المنافقين، و في قبول النظام الإسلامي، و إذا أردنا معرفة سر الانتصار
السريع للمسلمين في المدينة فإنّ علينا أن نطالع دروس مكّة المؤثرة.
و على أية
حال فإنّ هذه السورة تضم عدّة أقسام مهمّة:
1- تتطرق
السورة إلى مسألة الدعوة إلى توحيد اللّه، توحيده في الخلق، توحيده في الربوبية،
توحيده في العبودية، كما تسلط الضوء على مسألة الإخلاص في العبادة للّه، و آيات
هذه السورة في هذا المجال مؤثرة جدّا بحيث تجذب قلب الإنسان و تدفعه نحو الإخلاص.
2- الأمر
المهم الآخر الذي تكرر في عدّة آيات في هذه السورة من بدايتها و حتى نهايتها، هو
مسألة (المعاد) و المحكمة الإلهية الكبرى، و مسألة الثواب