و في إشارة عابرة لكنّها كبيرة الدلالة و المعنى، يتحدث الإمام الصادق في
الحديث المعروف بتوحيد المفضّل، الذي هو غني جدّا في الإشارة إلى الآيات الآفاقية
و الأنفسية للّه في الوجود،
يقول عليه السّلام: «أي مفضل! تأمل الريق و
ما فيه من المنفعة، فإنّه جعل يجري جريانا دائما إلى الفم، ليبل الحلق و اللهوات
فلا يجف، فإنّ هذه المواضع لو جعلت كذلك كان فيه هلاك الإنسان، ثمّ كان لا يستطيع
أن يسيغ طعاما إذا لم يكن في الفم بلة تنفذه، تشهد بذلك المشاهدة» [1].
فإذا تجاوزنا جسم الإنسان فإنّ روحه بؤرة للعجائب بحيث حيّرت جميع العلماء. و
ثمّة آلاف الآلاف من هذه الآيات البينات التي تشهد جميعا «أنّه الحق».
و هنا يلتقي صوتنا- بدون إرادة منّا- مع صوت الحسين عليه السّلام، و نقول: