responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 435

فما كنّا نقوله هو كلام باطل كان كلاما نابعا من الجهل و العناد و التقليد و الأعمى، و اليوم عرفنا مدى بطلان ادعاءاتنا الواهية.

و هؤلاء في نفس الوقت الذي يسجلون اعترافهم السابق، فهم أيضا لا يشاهدون أثرا للمعبودات التي كانوا يعبدونها من دون اللّه من قبل: وَ ضَلَّ عَنْهُمْ ما كانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ‌.

إنّ مشهد القيامة مشهد موحش مهول بحيث يأخذ منهم الألباب، فينسون خواطر تلك الأصنام و المعبودات التي كانوا يعبدونها و يسجدون لها و يذبحون لها القرابين، بل و كانوا أحيانا يضحون بأرواحهم في سبيلهم، و كانوا يظنون أنّها تحل لهم مشكلاتهم و تنفعهم يوم الحاجة ... إنّ كلّ ذلك أصبح وهما كالسراب.

ففي ذلك اليوم سيعلمون: وَ ظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ‌.

«محيص» من «حيص» على وزن «حيف» و تعني العدول و التنازل عن شي‌ء، و لأنّ (محيص) اسم مكان، فهي تعني هنا الملجأ و المفر.

«ظنوا» من «ظنّ» و لها في اللغة معنى واسع، فهي أحيانا بمعنى اليقين، و تأتي أيضا بمعنى الظن. و في الآية مورد البحث جاءت بمعنى اليقين، إذ أنّهم سيحصل لهم في ذلك اليوم اليقين حيث لا مفرّ و لا نجاة من عذاب اللّه.

يقول الراغب الأصفهاني في المفردات: «ظن» تعني الاعتقاد الحاصل من الدليل و القرينة، و هذا الاعتقاد قد يكون قويا في بعض الأحيان و يصل إلى مرحلة اليقين، و أحيانا يكون ضعيفا لا يتجاوز حدّ الظن.


- لقد ذكروا لهذه الجملة تفسيرا آخر هو: لا يوجد بيننا اليوم من يشهد بوجود شريك لك، و الكل ينكر وجود الشريك.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست