responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 421

قولهم هذا مصداق للمفهوم الأول.

«الباطل» كما يرى الراغب في مفرداته: هو ما يقابل الحق، و لكن قد يفسّر أو يراد به أحيانا أحد مصاديقه كالشرك و الشيطان و المعدوم و الساحر.

و يطلق على الشجاع ب «البطل» لأنّه يبطل أعداءه و يقتلهم أو يلقي بهم خارجا.

لكن «باطل» في الآية تنطوي على مفهوم مطلق غير محدّد بمصداق معين.

و التعبير الأخير في الآية تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ دليل واضح على عدم وصول الباطل بأي طريق من الطرق إلى القرآن الكريم، فالباطل قد يسري الى الكلام الذي يصدر من الأفراد ذوي العلم المحدود و القدرات النسبية.

أمّا الذي يتصف بالعلم المطلق و الحكمة المطلقة و يجمع كلّ الصفات الكمالية التي تجعله أهلا للحمد، فلا يطرأ على كلامه التناقض و الاختلاف، و لا ينسخ أو ينقض، أو تمتد إليه يد التحريف، و لا يتناقض كلامه مع الكتب السماوية و الحقائق السابقة، و لا يعارض بالمكتشفات العلمية الراهنة، أو تلك التي يكشفها المستقبل.

و أخيرا، الآية واضحة الدلالة على نفي التحريف عن القرآن الكريم، سواء من جهة الزيادة أو النقصان (هناك بحث مفصل حول نفي التحريف أوردناه في نهاية الحديث عن الآية (9) من سورة «الحجر».

سؤال:

قد يقال: إذا كان الباطل هو ما أشرنا إليه، أي كلّ ما يتصف بأنّه «المخالف الحق» فإننا في التفسير الآية (و كذلك المفسّرين الآخرين) فسّرناه بمعنى «المبطل» فكيف يتسق ذلك؟

الإجابة على هذا السؤال تكمن في ملاحظة دقيقة في الأسلوب القرآني، فالقرآن لا يقول: سوف لا يأتي باطل بعد هذا الكتاب السماوي، بل يقول لا يأتي الباطل إلى هذا الكتاب (أي القرآن) [ينبغي الانتباه إلى ضمير جملة: يأتيه‌].

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 421
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست