responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 414

و لماذا تعبدون كائنات هي نفسها خاضعة لقوانين الخلقة و نظام الوجود، و لها شروق و غروب و تخضع التغييرات؟

إنّ السجود لا ينبغي إلّا للّه خالق هذه الموجودات! إنّ خالق هذه الموجودات و مودع النظم و القوانين فيها لا يغرب و لا يأفل و لا تمتد يد التغيير إلى محضر كبريائه عزّ و جلّ.

و بهذا الشكل تنفي الآيات أحد الفروع الواسعة لانتشار الشرك و عبادة الأصنام المتمثلة في عبادة الكائنات الطبيعية النافعة، فينبغي للجميع أن يبحثوا عن علة العلل و أن لا يتوقفوا عند المعلول، نعم ينبغي البحث عن خالق هذه الموجودات! إنّ هذه الآية تستدل- في الواقع- على وجود الخالق الواحد عن طريق النظام الواحد الذي يتحكم بالشمس و القمر و الليل و النهار، و إن حاميته تعالى على هذه الموجودات تعتبر دليلا على وجوب عبادته.

قوله تعالى: إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ‌ فيه إشارة إلى ملاحظة مؤدّاها: إذا كنتم تريدون عبادة الخالق فعليكم إلغاء غيره من الشركاء في العبادة، لأنّ عبادته لا تكون إلى جانب عبادة غيره.

و إذا لم يؤثر هذا الدليل المنطقي في أفكار هؤلاء، و استمروا مع ذلك في عبادة الأصنام و الموجودات الأخرى، و نسوا المعبود الحقيقي، فاللّه تعالى يخاطبهم بعد ذلك بقوله: فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ وَ هُمْ لا يَسْأَمُونَ‌ [1].

فليس مهما أن لا تسجد مجموعة من الجهلة و الغافلين حيال جبروت اللّه‌


[1]- «لا يسأمون»: من كلمة (السئامة) و تعني التعب من الاستمرار في العمل أو في موضوع معين.

ضمنا فإنّ جملة (فإن استكبروا) جملة شرطية جزاؤها محذوف، و التقدير هو: فإن استكبروا عن عبادة اللّه و توحيده فإن ذلك لا يضرّه شيئا».

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 414
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست