responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 401

أضلّهم في الحياة الدنيا، و يريدون الانتقام منهم.

5- الفرق بين البشارة الخامسة و السادسة، أنّ في الخامسة يقال لهم: إنّ ما ترغبونه و تريدونه موجود هناك، فإنّ مجرّد رغبتكم في شي‌ء ما يتزامن مع مثوله أمامكم.

و لكن قوله تعالى في‌ تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ‌: يستخدم للإشارة إلى الرغبات و اللذات المادية، و إنّ قوله تعالى في‌ ما تَدَّعُونَ‌: يشير إلى ما تريدونه من المواهب المعنوية و العطايا و الملذات الروحانية.

و خلاصة الكلام: أنّ كلّ شي‌ء موجود هناك، سواء كان ماديا أم معنويا.

6- «نزل» تعني كما أشرنا سابقا، ما يقدمه المضيف إلى ضيفه، بينما فسّرها البعض بأوّل ما يقدّم إلى الضيف. و التعبير في كلّ الأحوال يكشف عن أن جميع المؤمنين ذوي الاستقامة هم ضيوف اللّه و نزل رحمته و جنته و مائدته.

7- إنّ التدقيق في هذا البشائر و وعود الحق من قبل البارئ جلّ و علا، و التي تعطى للمؤمنين بواسطة ملائكة اللّه الكرام، سوف تحرك في وجود الإنسان الدوافع نحو الإيمان و الاستقامة، تجعل الروح البشرية تتعشق السير في هذا الطريق.

و في ظل هذه الأجواء المضيئة بالطاعة و البشرى، استطاع الإسلام العزيز أن يصنع من عرب الجاهلية مجموعة نموذجية لا تتوانى عن الإيثار و التضحية بالغالي و العزيز في سبيل منعة الإسلام و المسلمين و انتصارهم على كلّ المشاكل و العقبات.

و ينبغي أن ننتبه هنا إلى أنّ «الاستقامة» مثلها مثل «العمل الصالح» هي ثمرة لشجرة الإيمان، إذ الإيمان يدعو الإنسان إلى الاستقامة متى ما نفذ إلى عمق الإنسان، و تأسست قواعد وجوده النفسي على التقوى، مثلما تعمق الاستقامة في طريق الحق و الإيمان.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 401
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست