متوجّها
إلى داره و قد مضى ربع من اللّيل و معه كميل بن زياد رحمة اللّه و كان من خيار
شيعته و محبّيه فوصل في الطّريق إلى باب رجل يتلو القرآن في ذلك الوقت و يقرأ قوله
تعالى أَمَّنْ هُوَ قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ ... الآية
بصوت شجي حزين فاستحسن كميل ذلك في باطنه و أعجبه حال الرّجل من غير أن يقول شيئا،
فالتفت صلوات اللّه عليه إليه و قال: يا كميل لا يعجبك طنطنة الرّجل إنّه من أهل
النّار سأنبئك بعد، فيما يصدر فتحيّر كميل مكاشفة له على ما في باطنه و لشهادته
بدخول النّار مع كونه في هذا الأمر و تلك الحالة الحسنة و مضى مدّة متطاولة إلى أن
ال حال الخوارج إلى ما ال و قاتلهم أمير المؤمنين عليه السّلام و كانوا يحفظون
القرآن كما أنزل، فالتفت أمير المؤمنين عليه السّلام إلى كميل و هو واقف بين يديه
و السيف في يده يقطر دما و رؤوس أولئك الكفرة الفجرة مجلقة على الأرض فوضع رأس
السيف على رأس من تلك الرؤوس و قال: يا كميل أمّن هو قانت ... الآية أي هو ذلك
الشخص الذي كان يقرأ القرآن في تلك الليلة فأعجبك حاله قبّل كميل قدميه عليه
السّلام و استغفر اللّه [1].
[1]- سفينة البحار، المجلد الثّاني، الصفحة 496
أحوال كميل.