responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 35

ملاحظة

تتضمّن هاتان الآيتان إشارات لطيفة إلى نقاط مهمّة:

1- في الآية الأولى، ذكرت فلسفة الحوادث المرّة و الصعبة، و انشكاف ستائر الغرور و الغفلة عن عين القلب، و صيرورة شعاع الإيمان شعلة وهّاجة، و العودة و الإنابة إلى للّه سبحانه و تعالى، و أجابت الآية في نفس الوقت أولئك الذين يتصورون أنّ وجود مثل تلك الحوادث الصعبة في الحياة إنّما هي نقص في مسألة نظام الخلق و في عدالة البارئ عزّ و جلّ.

2- الآية الثّانية تبدأ بالدعوة إلى العمل و بناء الذات و تنتهي بالعلم و المعرفة، لأنّ من لم يبن ذاته، لا تشع أنوار المعرفة من قلبه، حيث لا يمكن أصلا فصل العلم عن بناء الذات.

3- قوله تعالى: قانِتٌ آناءَ اللَّيْلِ‌ وردت هنا بصيغة اسم فاعل، و كلمة (الليل) جاءت مطلقة لتشير إلى استمرار عبودية و خضوع أولئك للّه سبحانه، لأنّ العمل إذا لم يستمر فيكون ضعيف جدّا.

4- إنّ العلم الاضطراري المتولّد من نزول البلاء و الذي يربط الإنسان بخالقه، لا يكون مصداقا حقيقيا للعلم الّا إذا استمر إلى ما بعد هدوء العاصفة. لذا فإنّ الآيات المذكورة أعلاه تجعل الإنسان الذي يستيقظ حال نزول البلاء و يعود إلى غفلته عند زواله تجعله في عداد الجهلة. إذن فإنّ العلماء الحقيقيين هم المتوجهون إليه تعالى في كلّ الحالات.

5- ممّا يلفت الانتباه أنّ نهاية الآية الأخيرة تقول: إنّ الفرق بين الجاهل و العالم لا يدركه سوى أولي الألباب! لأنّ الجاهل لا يدرك قيمة العلم! و في الحقيقة إنّ كلّ مرحلة من مراحل العلم هي مقدمة لمرحلة أخرى.

6- العلم في هذه الآية و بقية الآيات لا يعني معرفة مجموعة من المصطلحات، أو العلاقة المادية بين الأشياء، و إنّما يقصد به المعرفة الخاصة التي‌

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست