responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 301

بالشهادة؟! [1].

و من الواضح أنّ الموارد التي يتحدّث عنها الحديث الشريف، إنّما منع فيها الإنسان عن إجابة دعوته لعدم بذله قصارى جهده و سعيه، فعليه أن يتحمّل تبعة تقصيره و تفريطه.

من هنا يتضح أنّ أحد عوامل عدم استجابة الدعاء يتمثل في التباطؤ و ترك الجهد المناسب للعمل و اللجوء إلى الدعاء و قد جرت سنة اللّه تعالى على عدم إجابة مثل هذه الدعوات.

طبعا، هنا عوامل و أسباب اخرى لعدم استجابة بعض الأدعية. فمثلا عادة ما يحدث أن يخطئ الإنسان في تشخيص مصالحه و مفاسده، إذ يصر أحيانا على موضوع معين و يطلبه من الخالق جلّ و علا في حين ليس من مصلحته ذلك. و لكنّه يفهم ذلك فيما بعد.

و هذا الأمر يشبه إلى حد كبير الطفل أو المريض الذي يطلب بعض الأطعمة و الأشربة و يشتهيها، فلا يجاب لطلبه و لا تلبّى رغباته، لأنّها قد تؤدي إلى مضاعفة الخطر على صحته أو حتى المجازفة بحياته. ففي مثل هذه الموارد لا يستجيب اللّه تعالى لدعاء العبد، بل يدخر له الثواب يوم القيامة، مضافا إلى أن لاجابة الدعاء شروطا مذكورة في الآيات و الرّوايات الشريفة و قد بحثنا هذا الموضوع مفصلا في المجلد الأوّل من هذا التّفسير [2].

موانع استجابة الدعاء

لقد ذكرت بعض الروايات ذنوبا متعدّدة إذا ارتكبها الإنسان تحول بينه و بين إجابة دعائه، مثل سوء النية، النفاق، تأخير الصلاة عن وقتها، اللسان البذي‌ء الذي‌


[1]- أصول الكافي، المجلد الثّاني، باب من لا يستجاب له دعوة الحديث رقم (2).

[2]- البقرة، الآية 186.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 301
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست