هل هناك فوز أعظم من أن تغفر ذنوب الإنسان، و يبتعد عنه العذاب لتشمله الرحمة
الإلهية و يدخل الجنّة الخالدة، و ثم يلتحق به أقرباؤه الذين يودّهم؟
بحوث
أوّلا: الأدعية الأربعة لحملة العرش
قد يطرح هنا هذا السؤال: ما هو التفاوت الموجود بين الأدعية الأربعة؟
أليس بعضها مكررا؟
عند التأمل و التدقيق يتبيّن أنّ كلّ واحد منها يشير إلى موضوع مختلف. ففي
البداية يطلب الملائكة غسل المؤمنين و تطهيرهم من آثار الذنوب، و هذا الأمر إضافة
لكونه مطلوبا بذاته، فهو يعتبر مقدمة للوصول إلى أي نعمة كبيرة. و إلّا فهل هناك
موهبة أعلى من أن يشعر الإنسان بأنّه أصبح طاهرا مطهرا، و أنّ خالقه جلّ و علا راض
عنه، و هو أيضا راض عن خالقه الكريم؟
إنّ هذا الإحساس- بغض النظر عن قضية الجنّة و النّار يعتبر أمرا عظيما و فخرا
كبيرا بالنسبة للعباد.
في مرحلة ثانية يطلب حملة العرش و الملائكة إبعاد المؤمنين و إنقاذهم من عذاب
جهنّم. و هذا الأمر بحد ذاته يعتبر من أهم وسائل تحقيق الراحة و الرضا النفسيّين.
المرحلة الثّالثة تنطوي على دعاء الملائكة و حملة العرش للمؤمنين في طلب
الجنّة لهم و لأقربائهم أيضا، حيث يعتبر هؤلاء الأقرباء الصالحون عاملا من عوامل
الراحة و الاستقرار النفسي.
و بسبب وجود (مؤذيات) اخرى مهمّة في يوم القيامة غير نار جهنّم، كهول المطّلع
و المحشر، و الفضيحة أمام الخلائق، و طول الوقفة للحساب و أمثال ذلك، لذا