الآيات الأخيرة في البحث السابق تحدثت عن يوم القيامة، و آية بحثنا الحالي
تواصل الحديث عن ذلك اليوم مع ذكر إحدى الميزات المهمة له، إذ تبدأ الحديث بنهاية
الحياة في الدنيا، و تقول: وَ نُفِخَ
فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَ مَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ
شاءَ اللَّهُ.
يتّضح بصورة جيدة من هذه الآية أنّ حادثتين تقعان مع نهاية العالم و عند
البعث، في الحادثة الأولى يموت الأحياء فورا، و في الحادثة الثانية- التي تقع بعد
فترة من وقوع الحادثة الأولى- يعود كلّ الناس إلى الحياة مرّة اخرى، و يقفون
بانتظار الحساب.
القرآن المجيد عبّر عن هاتين الحادثتين ب «النفخ في الصور»، و هذا التعبير
كناية عن الحوادث المفاجئة و المتزامنة التي ستقع و «الصور» بمعنى البوق الذي يتخذ
من قرن الثور و يكون مجوفا عادة حيث يستخدم مثل هذا البوق في حركة