responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 110

يسبب لهم آلاما مبرحة، بعض الرّوايات فسّرت الآية على أنّها تعني أولئك الذين ينزعجون من سماع فضائل أهل بيت النبوّة الأطهار عليهم السّلام أو من يتبع نهجهم‌ [1].

و عند ما يصل الأمر إلى درجة أنّ مجموعة من اللجوجين و الجهلة المغرورين ينفرون و يشمئزون حتى من سماع اسم اللّه، يوحي البارئ عزّ و جلّ إلى نبيّه الكريم صلّى اللّه عليه و اله و سلّم أن يتركهم و يتوجه الى الباري عز و جل و يشتكي إليه من هؤلاء بلحن ملي‌ء بالعواطف الرفيعة و العشق الإلهي لكي يبعث على تسكين قلبه الملي‌ء بالغم من جهة، و على تحريك العواطف الهامدة عند أولئك من جهة اخرى: قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ عالِمَ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ فِي ما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ‌ [2].

نعم أنت الحاكم المطلق في يوم القيامة الذي تنتهي فيه الاختلافات و تظهر فيه كلّ الحقائق المخفية، لأنك خالق كلّ شي‌ء في الوجود و عالم بكل الأسرار فتنتهي الاختلافات بحكمك العادل، و هناك يدرك المعاندون مدى خطئهم، و يفكرون في إصلاح ما مضى، و لكن ما الفائدة؟

الآية التالية تقول: وَ لَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَ مِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذابِ يَوْمَ الْقِيامَةِ و لكن هذا الأمر غير ممكن.

«الظلم»: هنا له معان واسعة تشمل الشرك أيضا و بقية المظالم.

ثم تضيف الآية وَ بَدا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ‌.

و سيرون العذاب بأعينهم، العذاب الذي لم يكن يتوقعه أحد منهم، لأنّهم كانوا مغرورين بلطف اللّه، في حين كانوا في غفلة عن غضبه و قهره. و أحيانا كانوا يقومون بأعمال يتصورونها حسنة، في حين أنّها كانت من الذنوب الكبيرة.

على أيّة حال، تظهر لهم في ذلك اليوم أمور لم يكن يتصور أحد ظهورها.


[1]- صول الكافي، و روضة الكافي، نقلا عن تفسير نور الثقلين، المجلد 4، الصفحة 490.

[2]- «فاطر السموات» منصوب بعنوان منادى مضاف.

اسم الکتاب : الامثل في تفسير كتاب الله المنزل المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 15  صفحة : 110
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست