responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 84

ومن مجموع ما مضى يمكننا ان نفسر الآية 261 من سورة البقرة بصراحة من دون حاجة إلى تقدير جملة محذوفة. رغم ذلك فانا لا نصر على تفسيرنا بل نعتبر أنَّ كلا التفسيرين مقبولان، أي يمكننا القول: الآية تفيد أنَّ مال الفرد المنفق ينمو كما أنَّ شخصيته تنمو من خلال نمو وتكامل خصالها الحسنة. [1]

نمو المال المنفق في كلام الرسول صلى الله عليه و آله‌

في مجال نماء المال المنفق، للرسول صلى الله عليه و آله كلام جميل ننقله هنا: «ما تصدق احد بصدقة من طيب- ولا يقبل الله الا الطيب- إلَّا أخذها الله الرحمن بيمينه وإن كانت تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون اعظم من الجبل». [2]

في هذه الرواية نرى عدة نقاط أهلًا للإنتباه:

الاولى: الرواية صرحت بأنَّ الله ياخذ الصدقة بيمينه وهذا أمر يطرح تساؤلًا: هل لله جسم وأعضاء؟

من البديهي أنّ الله غير مجسم، وتعبير (الاخذ باليمين) كناية عن قدرة الله الكاملة، وذلك لأنَّ اليمنى عند الإنسان غالباً اقوى، لذلك كان مفهوم العبارة أنَّ الله يأخذ الصدقة بقدرة كاملة مع احترام.

الثانية: انّ ما يحضى بالأهمية في الإسلام هو كيفية العمل ودوافعه لا كميته وظاهره. وعلى هذا، فإنّ اعطاء تمرة حلال لمسكين من دون منة ولا أذى افضل عند الله من تمر كثير غير حلال أو تزامن مع منة أو أذى.

الثالثة: وفقاً لهذه الرواية، فإنّ المال المنفق ينمو إلى سبعمائة ضعف أو أكثر. وعلى هذا الأساس، فإنَّ المال يبقى عند الله ينمو ويرد إلى صاحبه يوم القيامة ليكون سبباً لانقاذه من نار الجحيم.


[1] الاستاذ كغيره من محققي علم الاصول يجوّز استعمال اللفظ في اكثر من معنى واحد. وبناء على هذا الرأي يتمكن المتكلم النطق بلفظ وارادة عدة معاني منه. وللمزيد راجع انوار الاصول 1: 141 فما بعدها.

[2] صحيح مسلم 2: 702، وقد جاء نفس المضمون في روايات اهل البيت عليهم السلام في وسائل الشيعة ج 6، ابواب الصدقة الباب 7، الحديث 5- 8.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست