responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 68

جاء في بعض كتب التاريخ أنّ أبا طالب (رضي الله عنه) مرض يوماً وكان محمد ابن أخيه منشغلًا بالتبليغ خارج البيت فاتى اشراف قريش ابا طالب بحجة العيادة له وقالوا:

أنت شيخنا وكبيرنا وقد أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن اخيك فانه سفّه احلامنا وشتم الهتنا.

فدعا ابو طالب رسول الله صلى الله عليه و آله وقال: يا بن أخي! هؤلاء قومك يسألونك فقال: «ماذا يسألونني»؟ قالوا: دعنا وآلهتنا ندعك وإلهك. فقال صلى الله عليه و آله: «اتعطوني كلمة واحدة تملكون بها العرب والعجم»؟ فقال ابو جهل: لله أبوك نعطيك ذلك عشر أمثالها. فقال: «قولوا لا إله الا الله». فقاموا وقالوا: أجعل الالهة الهاً واحداً. [1]

وهو يدعوهم للتوحيد في عبارته الأخيرة.

الشرح والتفسير

شُبِّه الكفار في هذا المثل القرآني بالحيوانات؛ ولاجل تبرير هذا التمثيل اكد على تقليدهم التام والأعمى لأسلافهم.

يقول الله في الآية 170 من سورة البقرة: «وَإذَا قِيْلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أنْزَلَ اللهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا ألفَيْنَا عَلَيْهِ آبائَنا أوَلَو كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلَا يَهْتَدُونَ».

وكأنّه يَقول: يا جهّال! هل أنَّ اتباعكم للاسلاف الذين لا يعقلون شيئاً اتّباع عن بصيرة؟! ثم يمثل الرسول (عندما يقرأ الايات على هذا القوم المشرك) بالراعي الذي ينادي رعيته بالاصوات لتوجيه حركتها، إلّا أنَّ هذه البهائم لا تعقل من كلامه شيئاً إلَّا الأصوات التي تتأثر بها، فاذا كانت اصوات الراعي شديدة وذات ايقاع قوي اثرت في البهائم وإلّا فلا. إنّ مثل المشركين كمثل هذه البهائم لا تفهم ما تقرأه عليهم من المعاني والمفاهيم الرفيعة لكنهم يفهمون الأصوات وموسيقى كلامك فحسب لذا يستمرون في تقليدهم الأعمى للاسلاف.


[1] مجمع البيان 8: 343 طبع مؤسسة الاعلمي بيروت.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست