responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 62

إلى متى تستمر في تعلقك بالدنيا رغم ما ترى منها من الفناء وعدم الوفاء.

ثم تحذّر المؤمنين خوف ان يصبحوا مثل بني اسرائيل الذين قست قلوبهم بعد ما طالت اعمارهم، وتأخرت بعثة الرسول اللاحق، ونسيانهم تدريجاً لتعاليم نبيهم، وعدم نزول العذاب الإلهي عليهم، فكانت الغفلة التي لحقتها قسوة القلوب وكثرة الذنوب.

يمكننا معرفة السبب الثاني لقسوة القلب من خلال هذه الآية وهو (الابتعاد عن تعاليم الأنبياء والأولياء والأديان الإلهية).

ومن خلال هذه العوامل التي بينها القرآن يتضح لنا أن بعضاً من العذاب الالهي في الحياة الدنيا هو نوع من ألطافه تعالى؛ وذلك لأنَّه يؤدي إلى التوبة والابتعاد عن الذنوب والرجوع إلى الله، وهو في الحقيقة الحائل دون الابتلاء بقسوة القلب. [1]

إخوتي وأخواتي الأعزاء! اتصلوا بالشباب والأشبال من خلال المجالس الدينية واذهبوا بهم إلى هكذا مجالس لتعريفهم بالتعاليم الدينية الاسلامية لكي لا يبتعدوا عنها فيبتلوا بقسوة القلوب وترحل عنهم العواطف الإنسانية.

القسوة في الروايات الاسلامية

اشارت روايات المعصومين عليهم السلام إلى عوامل عديدة يمكنها ان تؤدي إلى قسوة القلب نشير إلى بعض منها هنا:

الاول: يقول الامام علي عليه السلام: «ما جفَّت الدموع الا لقسوة القلوب وما قست القلوب الا بكثرة الذنوب». [2]

إذا شاهدنا إنساناً لم يتأثر بالمصائب الدنيوية ولا يبكي ولا يشتاق للعبادة والمناجاة، أو يفتقد العواطف والترحم على أبناء جنسه ولا يفكر الا بنفسه وضمان مصالحه، ولا يقلقه ما يصيب الآخرين، فتلك جميعها بسبب كثرة الذنوب وتراكمها.


[1] ان الايات 42 و 43 من سورة الأنعام تؤيدان ما اوردناه هنا: (وَلَقَدْ أرْسَلْنَا إلى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فأخَذنَاهُمْ بِالبَأْسَاءِ والضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرّعُونَ فَلَوْلا إَذْ جَاءَهُم بأسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُم وَزَيَّنَ لهُمُ الشَيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُون).

[2] علل الشرائع: 18، ميزان الحكمة الباب 3402، الحديث 16699.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست