يذكرون الناس بالمعارف الالهية ولا يمكنهم أن يجبروهم على قبول الدين، والدين
من شؤون الناس ذاتهم قبلوهام لم يقبلوه.
لم يجبر الرسول المشركين على قبول الدين، بل دعاهم إليه، وتركهم يقررون ما
يشاؤون، والنتيجة هي أن بعضاً منهم ما استعدَّ حتى للاصغاء إلى كلامه.
2- ينبغي الإصغاء لنداء الحق
خطاب الآية الثاني هو ضرورة الإصغاء لنداء الحق من أي شخص صدر، حتى لو كان
طفلًا وأصغر من الصاغي بل حتى لو كان عدواً، فينبغي الإصغاء للحق والانصياع له
دائماً ومن أيٍّ صدر.
3- عوامل التذكُّر
آيات القرآن وكلمات الأنبياء ليست الوحيدة التي تذكّر الانسان، بل جميع
الحوادث التي تحصل للانسان تعدُّ عوامل للتذكُّر، فالكوارث والجفاف والأمراض
والزلازل والسيول وما شابه، كلها عوامل تساعد على التذكُّر.
لكل معلول علة ينبغي البحث عنها ومعرفتها للاعتبار منها، والتجربة تثبت وتدعو
الانسان لأن يبحث عن علّة كل ما واجه من مشاكل ولو كانت من قبيل جرح بسيط، خوفاً
من أن يكون نتيجة لجرح لسان أو سوء أدب صدر منه.
الخلاصة: لا يحدث شيء من لا شيء، بالطبع هذه الحوادث بحد ذاتها ألطاف إلهية،
وبمثابة السوط الذي يوقظ الانسان إذا ما جُلد به، وبمثابة الغرامة التي تمنع من
حصول الجريمة مقبلًا.
إلهي، نسألك بعظمة القرآن المجيد، هذه التذكرة العظمى، وبحرمة المذكِّر أن
تجعلنا يقظين نعي ونتذكَّر دائماً.