كان عبدة الأصنام المتعصبون يفرّون من نداء الحق بذرائع مختلفة، فبعض منهم كان
يجعل القطن في اذنيه لكي لا يسمع شيئاً من كلام الحق.
جاء أسعد بن زرارة (من كفار المدينة) يوماً إلى مكة لتهيئة بعض وسائل الحرب
وحاجات اخرى، فشاهد جنب باب المسجد الحرام واحداً من كفار مكة بيده كيس من القطن
يدعو كل من أراد دخول المسجد أن يجعل قطناً في اذنيه.
سأله أسعد عن سبب ذلك، فقال له: هناك ساحر جنب الكعبة يُدعى محمّد يسحر الناس
بكلماته، والقطن يحول دون تأثير سحره على الناس ... [1].
وكان بعض آخر منهم يجعل أصابعه في اذنيه لكي لا يسمع شيئاً من كلام الحق
الجذّاب الذي يتفوّه به الأنبياء، بل كان البعض لا يكتفي بذلك ويجعل ثيابه فوق
رأسه لكي لا تنقر اذنيه ولو كلمة من كلمات الحق.