responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 516

قصة أصحاب الجنّة في قالب تمثيل جميل.

يستفاد من تعابير الآيات الجميلة أن هذه القصة كانت معروفة عند العرب قبل الاسلام، بالطبع ليس بالتفصيل المذكور هنا، وحاول القرآن بيان نكات ظريفة في هذه القصة، أوضح من خلالها عاقبة المنَّاع للخير.

جاءت قصة أصحاب الجنة في القرآن كالتالي:

«إنَّا بَلَوْنَاهُمْ كما بَلَوْنا أصحابَ الجَنَّة».

يا رسول، إنَّا أدخلنا امتك في اختبار كما أدخلنا من قبلهم أصحاب الجنة [1]، ويراد من الجنة هنا البستان لا ما تقابل جهنم.

كان في الامم السالفة والد خيّر، له بستان واسع، عندما يحلُّ فصل جني الثمار كان هذا الرجل السخي يخبر الفقراء والمساكين لينالوا نصيباً منها، ولأجل ذلك كان البستان ينمو ويثمر كل عام أكثر فأكثر.

توفي هذا الأب السخي وترك البستان لُاولاده، الذين كانوا بخلاء وقصيري النظر، ويرون ثمار البستان حقهم الخاص بهم دون غيرهم، فمنعوا الفقراء والمساكين من النيل من البستان، كما كان يفعل ذلك والدهم، وكان لسان حالهم يقول: لِمَ نعطِ هؤلاء مع أنَّهم لم يفعلو لنا ولبستاننا شيئاً ولم يعملوا فيه، كما أنهم لم يستثمروا شيئاً من أموالهم في البستان؟

وهل هم يدينون لنا بشي‌ء؟ وهل هو إرث آبائهم؟ والحق ينبغي أن يرجع لصاحبه، ونحن أصحاب هذا الحق وما لنا وهؤلاء الفقراء؟ ولماذا يعيش الفقراء؟ فليموتوا!

ولأجل تحقيق أفكارهم الشيطانية رسموا الخطة التالية:

«إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِ مُنَّها مُصبحِينَ* وَلَا يَستَثنُونَ».

تقضي خطتهم التي أقسموا عليها أن يذهبوا في الصباح الباكر مع غلمانهم إلى البستان‌


[1] اختلف المفسرون في محلّ هذه الجنة، فقال البعض: إنَّها في اليمن، واحتملها البعض مدينة صنعاء الكبيرة، وطائفةثالثة قالت: إنَّها في الحبشة، وطائفة رابعة قالت: في الشام، والاحتمال الخامس: كونها في الطائف، والاحتمال الاول هو المشهور، راجع الأمثل 18: 491.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 516
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست