responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 507

الصفة ما تلوّثت بالذنوب ولو توافرت جميع العوامل والأرضيات المساعدة على التلوّث، ولو لم يتمتّع بها شخص تلوّث بالذنوب ولو كان جنب أفضل البشرية.

العفة تعدُّ النقطة التي تقابل عبادة الشهوة والبطن، ومن أهم فضائل الانسان، ويعتبرها علماء الأخلاق صفة بين عبادة الشهوة والاغتمام والكسل. وفي هذا المجال وردت مباحث مختلفة كثيرة في القرآن والروايات‌ [1].

2- الارادة أساس العمل‌

لاشكَّ أن للعوامل والأرضيات، من قبيل: العائلة والمجتمع والبيئة والحكومة وتوافر أرضيات الطاعة أو المعصية، دوراً وتأثيراً على سعادة الانسان وشقائه، لكنَّ أيّاً من العوامل المذكورة لا يمكنها أن تقهر الانسان وتجبره على انتخاب الطريق الذي يخالف إرادته.

نفهم من الأمثال الثلاثة المتقدّمة، وبخاصّة مثل آسية ومريم عليه السلام، أن الارادة تشكل أساس العمل أو العامل الأساسي لأفعال الانسان وأعماله واعتقاداته.

أثبتت آسية أنَّ بامكان الانسان أن يحكِّم إرادته للايمان والتقوى‌ في أحلك الظروف وأتعسها، وأنه يتوفّق رغم هذه الظروف، كما عرفنا من سيرة زوجة نوح عليه السلام وزوجة لوط عليه السلام أن عاقبة الانسان لا تكون إلى خير حتى‌ في أفضل الظروف إذا لم يتمتع بإرادة ثابتة وقوية.

إذن، الآيات المتقدّمة جواب داحض لمن يعتقد بالجبر، وتدلُّ بوضوح على أن السبب الاول والأخير للسعادة والشقاء هو إرادة الانسان.


[1] للمزيد راجع الاخلاق في القرآن 2: 307 فما بعدها (بالفارسية وللمؤلف كذلك).

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 507
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست