responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 505

فوارق هذا المثل مع المثلين المتقدِّمين‌

رغم أن الأمثال الثلاثة المذكورة في سورة التحريم تابعت هدفاً واحداً، وهو بيان الملاك الأساسي لنجاة الانسان، أي الضوابط الالهية لا العلاقات والانتساب بأولياء اللَّه، إلَّاأنها متباينة فيما بينها.

كان الحديث في المثل الاول عن امرأتين مشركتين أدبرتا عن الضوابط الإلهية فدخلتا جهنم مع الداخلين، ولم ينفعهما علاقتهما بزوجيهما اللذين كانا من كبار أنبياء اللَّه، والمثل تحذير لضعفاء الايمان الذين تمسكوا بالانتساب لبعض أولياء اللَّه.

في المثل الثاني كان الحديث عن أمرأة صبورة ومقاومة، قد تمسكت بالتعاليم الإلهية وما أكترثت بشي‌ء إلَّابرضا اللَّه، ولم تنتسب إلى أحدٍ من أولياء اللَّه، بل إلى طاغوت، فقد كانت زوجة فرعون الأكثر ظلماً في البشرية، رغم ذلك لم تؤثّر هذه العلقة وهذا الانتساب في عزمها وإرادتها، وكان قرارها التزام الإيمان باللَّه وحفظه حتى آخر لحظة من حياتها.

وهذا المثل يُضرب لمن عاش في عائلة ومحيط غير مساعد، تكثر فيه العقبات والموانع الموضوعة في طريق الإيمان، فالاقتداء بها يعني تجاوز الموانع والانتصار عليها وعدم التشبُّث بها كذرائع.

الحديث في المثل الثالث عن إمرأة عفيفة تمتعت بامتياز الانتساب وكذا العمل بالضوابط الإلهية في أعلى‌ مستوياتها، ولهذا عُدَّت اسوة.

مزيد ايضاح: البيئة التي كانت تعيشها آسية غير مناسبة ولا تساعد على انعقاد الإيمان من جميع الجهات، فقد كانت تعيش منزلًا يُعدُّ بؤرة للكفر والشرك والعناد والوثنية، وما كان يسمع فيه صوت التوحيد أبداً، وكان زوجها يعدُّ نفسه ربّاً أعلى‌ [1] بل ربّ الأرباب، أمَّا البيئة التي كانت تعيشها مريم فكانت بيئة طاهرة ومفعمة بالإيمان، وقد كانت تسمع الترنمات الإلهية وهي جنين في بطن امِّها.

ينقل القرآن المجيد مناجاة ام مريم في الآية 35 من سورة آل عمران كما يلي:


[1] كما ورد ذلك في سورة النازعات: 24.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 505
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست