رغم أن المثلين وردا في امرأتين محدّدتين إلَّاأنَّ استخدام (الذين) يفيد
التعميم والشمول للجميع.
رغم أنَّ صلة كانت تربط بين نوح عليه السلام وامرأته وكذا بين لوط عليه السلام
وامرأته إلَّاأن هذه القرابة والصلة ما نفعتهما؛ لأنه لم يكن لهما أعمال صالحة.
يعتقد بعض المفسرين أن اسم امرأة نوح (والهة) وامرأة لوط (والعة) [1]، لكن البعض عكس
ذلك واعتبر اسم امرأة نوح (والعة) وامرأة لوط (والهة) أو (واهلة) [2].
المراد من العبدين الصالحين هو نوح ولوط فلم يستفيدا من نعمة تواجد هذين
العبدين إلى جنبهما ولم يستضيئا بهما الدرب ليهتديا، بل منعا الهداية عن الآخرين،
خانتا زوجاهما.
ينبغي التذكر بأن المراد من الخيانة هنا ليس الانحراف عن جادة العفة، فإن ذلك
لم يحصل لأيٍّ من زوجات الأنبياء، وقد ورد عن الرسول صلى الله عليه و آله قوله:
«ما بَغَتْ امرأة نبيٍّ قط» [3]، وهذا الحديث يدلُّ على أن الخيانة لم تكن خيانة زوجية
جنسية، بل كانت من نوع آخر، وهو إفشاء سر الزوج.
امرأة نوح كانت تفشي أخبار من آمنوا سراً بنوح وتبوح بأسرارهم للوثنيين، ممَّا
يؤدي
[1] تفسير القرطبي 10: 6680، نقلًا عن
تفسير الأمثل 18: 424.
[2] روح المعاني 28: 142، نقلًا عن
تفسير الأمثل 18: 424.