responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 459

وفي المثل الذي هو موضع بحثنا تكون الدنيا مشبَّهاً، والغيث والنباتات مشبّهاً به، لكن ما هو وجه الشبه؟ أي ما هو الذي في النباتات والزهور يشبه الدنيا؟

احتمل المفسرون عدّة احتمالات هنا:

الاول: شبِّهت الدنيا بالنباتات من حيث عدم الثبات وكونها مؤقتة وزائلة، فكما أن طراوة النباتات وخضارها ليس دائماً وتصفرُّ بعد فترة من الزمن كذلك الحياة الدنيا فلا دوام لها ولا وفاء لها لأيٍّ من البشر، فهي زائلة وفانية [1].

الثاني: وجه الشبه هو التحولات الدنيوية السريعة، فهي سرعان ما تتغيّر، فالملك قد يتحوّل إلى فقير متسوّل أو يُسجن، والرئيس قد يُقال من منصبه، وتحولات من هذا القبيل كثيرة في الدنيا، ولا ينبغي الوثوق بها في أي وقت، فهي كبيت العنكبوت، فإذا كنت شاباً فلا تغرّك طاقتك وقدرتك، وإذا كنت ثرياً فلا تغرّك ثروتك، وإذا كنت صاحب مقام وشأن فلا يغرّك شأنك ومقامك.

الخلاصة: لا تغتر بوضعك الراهن، فان الأوضاع غير ثابتة، ويمكن أن تتحول الأوضاع كلها في حادث واحدٍ.

الثالث: اعتبر البعض الخداع هو وجه الشبه، فكما أن النباتات جذّابة وخادعة ومتنوّعة كذلك الدنيا، فهي كالحية ذات الظاهر الجذّاب والخادع.

العاقل لا يفكّر بلحظة طراوة النباتات فقط بل بفصل الخريف، الذي سرعان ما يقدم ويبدّل خضار النباتات إلى صفارٍ، فلا يغتر بخضارها الخادع، ولا ظاهرها الفاتن دون أن يفكّر بباطنها الأجوف‌ [2].

2- الهدف من الخلق‌

هل ينثر المزارع البذور في الأرض دون هدف؟ هل ينمّي الفلاح النباتات والزهور دون‌


[1] انظر مجمع البيان 9: 239.

[2] انظر الميزان 19: 171.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 459
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست