responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 444

للناس أسرار وأعمال سرية لا يرغبون البوح بها ولا اطلاع الناس عليها، والسعي للاطلاع عليها يُعدُّ تجسساً غير مجازٍ.

جاء في رواية: «إذا حدَّث الرجل الحديث ثم التفت فهي أمانة» [1]، أي أنه إذا كان يلتفت يميناً ويساراً خوفاً من اطلاع أحد على سرّه فعليكم الاجتناب من السعي لإدراك ما يقوله؛ وذلك لأن إفشاء اسرار الناس من الذنوب الكبيرة، وإفشاء أسرارهم يبدّل الدنيا إلى جهنم يصعب تحمّلها.

لا يمكن للناس التعايش دون أن يتبادلوا الثقة، والتجسس يزلزل اسس الثقة وأعمدتها.

بالطبع هناك موارد مستثناة لا إشكال فيها، من قبيل التجسس على شخص متَّهم بالارتباط بالأجانب يسرّب لهم معلومات، أو من قبيل التجسس على شخص متَّهم بتهريب المخدرات وما شابه، وهذه الموارد ليست من قبيل التجسس بل هي تحسس، على أن يكون تحسساً منطقياً ووفق ضوابط لا يكون مطلق العنان بحيث يسمح في الانصات للمكالمات الهاتفية مطلقاً.

3- «وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُم بَعْضاً».

ثالث وصية أخلاقية هو الاجتناب عن الغيبة، فلا ينبغي لأحد أن يفشي أسرار آخر في غيابه.

سؤال: ما العلاقة بين الذنوب الثلاث؟ وهل اقترنت اعتباطاً دون أن يكون بينها علاقة؟

الجواب: الانصاف هو أن هناك علاقة تربط هذه الذنوب فيما بينها، وكلٌّ منها معلول للآخر. عند المعاشرة يحصل سوء الظن، ولو استطاع الانسان مقاومته ومواجهته كان عليه شكر اللَّه، ولو استمر أدَّى‌ إلى التجسس على أعمال الآخرين، ولو استطاع جهاد هذه المرحلة والتغلب عليها فبها ونعمت وإلَّا أنتجت ثمرة غير مباركة، وهي الغيبة، فالغيبة معلول للتجسُّس.


[1] المحجة البيضاء 5: 237.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 444
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست