responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 435

علي يذهب لمساعدة زوجة شهيد ويقرّب وجهه من التنور ليذيق نفسه حرارته، خوفاً من أن يغفل يوماً عن الأيتام.

علي يعيش العبودية دائماً، فهو أسوة العابدين وقدوتهم، وأحياناً يأتي بألف ركعة يومياً [1].

لا مثيل لإخلاص علي، فكان قطعة من الإخلاص، عندما بارز عمرو بن عبدود في معركة الخندق غلبه وكاد يقتله فبصق عمرو في وجه علي وشتمه فتوقف عن قتله ومشى قليلًا في ميدان المعركة ثم قتله، وعندما سأله المسلمون عن سبب ذلك الإجراء وأنّه لماذا لم يقتله مباشرة بعد ما تغلّب عليه، قال: «قد كان لشتم امي وتفل في وجهي فخشيت أن أضربه لحظّ نفسي فتركتُهُ حتى سكن ما بي ثم قتلته في اللَّه» [2]، أي أنه لو كانه قتله مباشرة كان لانتصار النفس سهم في قتله فهدّأ نفسه لكي يكون قتله خالصاً لوجه اللَّه تعالى.

علائم الايمان كلها مطبوعة في سلوك علي، وآثار العبادة تشع من وجهه النوراني.

مثل أصحاب الرسول في الإنجيل‌

قرأنا أوصاف أصحاب الرسول في التوراة من خلال الأسطر السابقة، وهذا يكشف ضمنياً عن أن الرسول ليس الوحيد للذي كان قد ذُكر في التوراة والانجيل بل وكذلك أصحابه من خلال ذكر أوصافهم، كما تقدم توضيح ذلك.

آية المثل أشارت إلى مثل أصحاب الرسول الحقيقين في الانجيل وقالت:

«وَمَثَلُهُمْ في الإنجيل كَزَرْعٍ».

أي مثل أصحاب الرسول الصادقين في كتاب النصارى‌ السماوي (الانجيل) كمثل المزرعة أو الزرع الذي له مواصفات خمس.

1- «أخْرَجَ شَطْئَهُ».


[1] انظر بحار الأنوار 41: 24. قد يشكك البعض في امكانية الإتيان بألف ركعة يومياً، لكن العلامة الأميني يقول: كان في النجف مَن يأتي بألف ركعة في ثمان ساعات، وبهذا ينتفي احتمال استحالة الأمر.

[2] انظر بحار الأنوار 41: 51.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست