responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 431

وبعد نقاش دار بينهم توصلوا إلى أن يبرموا صلحاً مع المسلمين بشرط أن لا يحجوا هذا العام.

قصد عروة وسهيل بن عمرو الحديبية لإبرام عقد الصلح مع المسلمين، وبعد لقائهما الرسول صلى الله عليه و آله واتفاقهما، أمر الرسول صلى الله عليه و آله الامام علي عليه السلام بكتابة عقد الصلح.

أمر الرسول عليّاً بكتابة (بسم اللَّه الرحمن الرحيم) لكن سهيل اعترض زاعماً أنَّهم لو كانوا متفقين مع المسلمين في شعاراتهم لما تنازعوا معهم، وطلب كتابة (بسمك اللهمَّ) [1].

ثقل على المسلمين كلام سهيل، لكن الرسول صلى الله عليه و آله وافق عليه وأمر علي كتابة ما كان دارجاً كتابته ثم قال لعلي: «اكتب! هذا ما صالح عليه محمد رسول اللَّه سُهيل بن عمرو»، فقال سهيل: لو شهدت أنك رسول أنك رسول لم اقاتلك، ولكن اكتب اسمك واسم أبيك، فقال لعلي:

«اكتب: هذا ما صالح عليه محمّد بن عبداللَّه سُهيل بن عمرو ...»، وعندئذٍ انعقد صلح الحديبية، وتقرّر فيه أن يقدم المسلمون العام المقبل ويقيموا في مكة مدَّة ثلاثة أيام لغرض الزيارة وأداء العمرة المفردة [2].

ترتبت آثار كثيرة على صلح الحديبية، والفتح المبين الذي أشارت له الآيات الاولى‌ من سورة الفتح هو هذا الصلح، فقد كان فتحاً مبيناً حقاً؛ لكثرة مردوداته الايجابية وبركاته، رغم استياء بعض المسلمين والمتطرّفين وضيقي الصدور ممَّن لا ينظرون إلَّاللمستقبل القريب، حيث قال البعض: يا معشر المسلمين أأردّ إلى المشركين يفتنوني في ديني؟ فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «اصبر واحتسب، فانَّ اللَّه جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً».

وبعد الانتهاء من كتابة الصلح والإشهاد عليه أمر الرسول المسلمين بالنحر والذبح للإحلال من الاحرام، ثمّ رجعوا إلى المدينة.

عندها نزلت آيات تطمئن قلوب المسلمين وتسكّنها وتعدهم بفتح مكة ودخولها بعز:

«لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرَامَ إنْ شَاءَ اللَّهُ» [3]، وهي تعدُّ من معجزات القرآن؛ لكونها أخبرت عن الغيب.


[1] كان هذا التعبير دارجاً عند المشركين ويبدأون به رسائلهم وكتبهم.

[2] راجع سيرة ابن هشام 3: 317- 318.

[3] الفتح: 27.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 431
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست