responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 413

المشاق والمتاعب والسجن والتخطيط الصحيح وتغيير اسلوب الدعوة في الوقت المناسب.

وفقاً لهذا التفسير، فإنَّ الآيات الثمان عشرة لهذا المثل عبارة عن طمئنة وتبشير للأقلية المسلمة المتواجدة في مكة، فهي تخاطبهم: أيها المسلمون الذين تعيشون تحت وطأة الضغط والتعذيب، لا تخافوا قلَّة عددكم، فإنكم ستنتصرون على الأعداء الأكثرية في مكة إذا استقمتم وتحملتم المصاعب وواجهتهم المشاكل والمصائب وخططتم تخطيطاً صحيحاً واستخدمتم الاسلوب الأنجع في الإعلام والتبليغ، رغم كثرة أعدائكم وتفوّقهم عليكم بالكمية.

وفقاً لنقلٍ وحكايةٍ اخرى‌ لهذه القصة، شهدت عليه بعض الآيات حسب الظاهر، فإنَّ رسل عيسى‌ عليه السلام قتلوا بعدما بتّوا بالتبليغ هناك ولم يؤمن الملك ولا الناس بهذا الدين الجديد إلَّا البعض، فابتلوا بعذاب اللَّه، وكان من نوع الصاعقة السماوية، أشارت لها الآية 29 من سورة يس: «إنْ كانَتْ إلَّاصَيْحَةً واحِدَةً فَإذَا هُمْ خامِدُونَ».

وفقاً لهذا التفسير، فإن الآيات المتقدِّمة تهديداً للأكثرية المشركة في مكة، وتخاطبهم: لا تغتروا بكثرتكم، فلا حاجة للكثرة والعدد الكبير لتدميركم، ويكفيكم صيحة اللَّه لتوجد زلزال تحترقون به جميعكم.

إذن، للآيات المزبورة تفسيران، أحدهما: كونها طمئنة للمؤمنين، وثانيهما: كونها تهديداً للمشركين.

خطابات الآيات‌

للآيات المزبورة خطابات كثيرة نقتنع بثلاثة منها:

1- لا تخافوا قلَّة عددكم‌

لا ينبغي للمؤمنين أن يخافوا الأعداء لقلَّة عددهم، وفي هذا المضمار يقول الامام علي عليه السلام:

«لا تستوحشوا في طريق الحق لقلّة أهله» [1]، فإن القلَّة عند اللَّه كثرة، كما جاء في الآية الكريمة:


[1] نهج البلاغة، الخطبة 201.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 413
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست