responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 411

التقى‌ المبعوثان قرب انطاكية راعياً كبير السنّ يُدعى‌ (حبيب النجار)، فحصل حوار بينهم، سألهما حبيب النجار: من أنتما ومن أين جئتما؟ فقالا: نحن مبعوثا السيد المسيح رسول اللَّه عيسى‌، بُعث مؤخراً، جئنا انطاكية لدعوة أهلها إلى عبادة اللَّه ودين عيسى عليه السلام.

قال الشيخ: هذا إدعاء كبير، ويمكن لكلِّ أحد أن يدعيه، فهل لكما دليل ومعجزة لاثبات كلامكما؟

قالا: نعم، نشفي الذين استعصت أمراضهم.

قال الشيخ: لي مريض قعيد المنزل منذ سنوات، فإذا عالجتموه كنت أول من آمن بكم.

قصد المبعوثان المريض وعالجاه، وبذلك آمن حبيب النجار بالدين الجديد. ثمّ دخلا المدينة ودعيا الناس إلى الدين الجديد، فآمن المشركون بعد ما رأوا معاجز منهما. وانتشر خبرهما وشاع في انطاكية كلها، فكان الناس يقصدونها أفواجاً أفواجاً ويؤمنون بهما.

غضب من هذا التحوّل أولئك الذين كانوا يرون مصالحهم في الاستمرار على عبادة الأصنام، فهاجموا المبعوثين وانهالوا عليهما بالضرب الشديد.

أحاط الخطر ببولص وبرنابا، فقصدا ملك أنطاكية يشتكيان عنده حالهما، لكن هؤلاء منعوهما من لقائه. وبعد التفكير في الموضوع قرّرا الانتظار جنب جدار القصر ويلفتا نظر الملك بالتكبير (اللَّه أكبر) عندما يخرج، باعتبار كون التكبير عبارة جديدة، وعندها يلتقيان به ويطرحان شكواهما عنده.

بعد مدَّة خرج الملك من قصره، فكبَّرا، فسمع تكبيرهما وانتبه لهما، فسأل حواشيه: مَن هما؟ فأجابوه: إنَّهما انتفضا على أصنامنا وأهانوها، فأمر بسجنهما دون أن يسمع كلامهما.

بلغ عيسى‌ عليه السلام خبر اعتقالهما، لكن هذا الخبر لم يثنه عن عزمه ولم يثبط عزيمته في الدعوة إلى التوحيد، فكان يعلم بأن التبليغ لا يتمُّ إلَّابمبالغ طائلة وثمن غالٍ وبشهداء ومعوّقين واسرى‌، وينبغي تحمُّل هذه كلها لأجل القيام بهذه المهمَّة، فأمر شخصاً آخر لاستمرار عملية التبليغ، وهو (شمعون الصفا) رئيس الحواريين.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 411
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست