خلاصة المثل: لو كان لك عبد لا يملك شيئاً ولا صلاحية له لعمل شيء
إلَّابإذنك، فهل أنت مستعد لجعل ذلك العبد شريكاً لك فيما رزقك اللَّه وفيما جعله
ملكاً لك؟
«فَأنْتُمْ فِيهِ
سَواءٌ».
بأن تتساوى أنت وعبدك في الأملاك واتخاذ القرارات وإبداء الرأي.
«تَخَافُونَ
كخيفتِكُم أنْفُسَكُم».
ذكرت تفاسير مختلفة لهذه العبارة نبيّن واحداً منها:
ان تشترك مع عبدك في جميع الاموال والممتلكات وتخاف أن يتصرَّف العبد بالأموال
المشتركة بنحو مستقل [1]. عندئذٍ فهل أنت مستعد لإشراكه في أموالك كلها؟ أنت غير مستعد قطعاً. إذن
لماذا تجعلون للَّهشركاء من الأصنام، مع أن جميع ما في الكون من مخلوقات للَّه؟
وهل يمكن أن يكون مخلوق اللَّه شريكاً له؟
عبدك ليس شريكاً لك، فكيف تجعل مملوك اللَّه شريكاً له؟ أنت غير مستعد لإشراك
عبدك في أموالك رغم أنَّ ملكيتك لها اعتبارية، فكيف لك أن تجعل مخلوق اللَّه
شريكاً له، مع أن ملكيته للمخلوقات حقيقية؟
«كَذَلِكَ نفصِّلُ
الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ».
العقلاء والعلماء والمفكرون مخاطبون في القرآن دائماً، والدين الذي يدعو
دائماً للتعقل والتفكير والعلم هو دين إلهي؛ لأنَّ الأديان الباطلة وغير السماوية
تدعو للجهل، وتجعل
[1] يُذكر أنَّه لا يجوز التصرُّف في
المال المشترك إلَّابرضا جميع الشركاء، والمنزل الذي يرثه الاولاد لا يمكن
لأحدهمأن يتصرَّف به حتى مثل الصلاة فيه دون إذن باقي الورثة؛ لأن إذن جميع
الشركاء في المنزل شرط في التصرُّف، وإذا أجاز بعض كبار الورثة لنفسه التصرُّف فيه
بنحو مستقل أو منع الأخوات من التصرُّف فيه، وفقاً لبعض التقاليد، كان ذلك غير
مشروع، خاصة إذا كان طفل صغير بين الورثة.