responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 394

تتغذّى‌ على اللحوم. بعض الحشرات تقع في الشبكة وهي طائرة، فيهمُّ بسرعة على لفِّها بخيوطه لتصبح سجينته حتى الموت فيأكلها عندئذٍ.

لهذه الخيوط خصائص فريدة نشير إلى بعضٍ منها:

الاولى‌: أكثر استحكاماً من الفولاذ، فإذا صنعنا خيوطاً من الفولاذ بنفس مقاسات خيوط العنكبوت كانت خيوط العنكبوت أكثر استحكاماً، وإذا صنعنا أنابيب من سائل العنكبوت بحجم قطر انابيب الفولاذ كانت أنابيب سائل العنكبوت أقوى‌ وأكثر استحكاماً بمرات.

الثانية: ينسج العنكبوت من السائل الموجود في حفرة بطنه ما يقرب من 500 خيطاً أو وتراً، وهذا أمر عجيب حقاً.

الثالثة: الأعجب من ذلك كله أن بعض الخيوط تشكّلت من أربعة خيوط أقل سمكاً، كلُّ منها يتشكل من ألف خيط.

ألم يكن ذلك من آيات اللَّه؟ «وَكَأيِّن مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالأرْض يَمرُّونَ عَلَيْهَا وهُمْ عَنْها مُعْرِضُونَ» [1].

الرابعة: هندسة العنكبوت مما تثير الإعجاب، فهذا الحيوان الضعيف ينسج بيته على غرار أشعة الشمس بنحو مساوي ومنتظم، مراعياً في ذلك الفواصل والزوايا بدقة فائقة.

خلاصة الكلام، أن اللَّه تعالى أعمل دقة ونظاماً في غاية الدقة عند خلقه هذه الحشرة التي تبدو ضعيفة.

كلٌّ من العجائب تكفي لمعرفة اللَّه تعالى، مع أن الكون مفعم بهذه العجائب والآيات، ولا مسألة غير التوحيد تتمتع بهذا المقدار من البراهين والأدلة، فلها مليارات من البراهين، فكلٌّ من النجوم والكواكب وحتى الحيوانات وأوراق الاشجار والبشر كلها أدلة على اللَّه تعالى، فهو ليس بالأمر الخفي.

سؤال: إذا كان وجود اللَّه تعالى بهذه الدرجة من الوضوح فلماذا ينكره الماديون؟


[1] يوسف: 105.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 394
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست