responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 372

على حركات وإيعازات الطيّار بدقة، وإذا برز نقص أو إشكال فني في الطائرة يحدّده مباشرة حتى لو سقطت الطائرة وتحطّمت وقُتِل مَن كان فيها.

النموذج الآخر الحاسوب الذي تستخدمه المخابرات في العالم، فهي قادرة على سرد كل معلومات ذات علاقة بحادث أو قضية أو شخص ما في لحظات من خلال حاسوباتها.

والنموذج الأبسط لذلك أجهزه الحاسوب التي تحدّد ساعات دخول وخروج الموظفين في دائرة، فهي تعيّن مقدار تأخُّر الموظف وساعاته إن نقصت، ومقدار راتبه في نهاية الشهر.

كذلك أعمال الانسان فإنّها مراقبة من قبل أجهزة إلهية دقيقة جداً، تسجّل عندها كل حركة ونشاط للانسان، وبامكان اللَّه تعالى أن يحصل على أعمال الانسان الكثيرة التي قام بها خلال عشرات السنين من عمره بنظرة واحدة، «واللَّهُ سَرِيعُ الحِسَابِ».

غالباً ما تخلو الأعمال السريعة والمستعجلة مِن الدقة الكافية، لكن الدقة هنا فائقة بحيث لا يبقى‌ شي‌ء ولو بسيط دون حساب، رغم السرعة العالية.

معاذ بن جبل يسأل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يا نبيَّ اللَّه، وإنَّا لمؤاخذون بما نتكلَّم به يا رسول اللَّه؟

فيجيبه الرسول صلى الله عليه و آله: «فهل يكبُّ الناس في النار على مناخرهم إلَّا حصائد السنتهم» [1].

أي أن كلام الانسان لا يُحاسب عليه فقط بل خطره أكثر من خطر باقي الأعمال، ويمكنه إدخال الانسان في النّار، وبخاصة أن كبائر الذنوب تُقترف باللسان. ولهذا علينا الانتباه عمَّا يصدر منَّا من أعمال، فإنَّا محاسبون على كل واحد منها، خصوصاً اللسان الذي خطره أكبر من غيره.

النتيجة: وفقاً لما جاء في هذه الآية كون أعمال الانسان الكافر بمثابة السراب الذي يبدو شيئاً من بعيد، وهو لا شي‌ء ولا واقع له من قريب، فلا يغني من جوع ولا يروي من عطش.

خطابات الآية

1- المثل لدنيا الكافرين أم لُاخراهم؟

سؤال: هل أعمال الكفار في الآخرة بمثابة السراب ولا فائدة تعقبها أم في الدنيا كذلك؟


[1] ميزان الحكمة، الباب 3568، الحديث 17914.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 372
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست