responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 362

فقال له العالم: أدلّك على طريق يبلغ بك إلى الرؤية، كُل هذه الليلة طعاماً مالحاً جداً ونم دون أن تشرب ماء بعده.

عمل هذا الشخص بوصفة هذا العظيم، فنام عطشاناً، وقد سرق العطش منه النوم إلَّاأنه كان ينام بين الحين والآخر وكلَّما نام شاهد في المنام ماءً وأنهاراً ومنامات تتعلَّق بالماء فقط ولم يرَ في المنام شيئاً غير الماء. وفي الصباح استيقظ وقال مع نفسه: عملت بوصفه ذلك الرجل ولم أرَ إلَّاالماء، فذهب وحكى‌ له ما جرى‌، فأجاب ذلك الرجل: إنك كنت أمس عطاشاً ومشتاقاً للماء حقاً فما رأيت في منامك غيره، ولو كنت مشتاقاً لرؤية الحجة بن الحسن حقاً (عجل اللَّه فرجه) لرأيته.

يناسب بحثنا رواية وردت عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله، فقد قال في طعم الإيمان: «ثلاثٌ مَن كنَّ فيه ذاق طعم الإيمان، مَن كان لا شي‌ء أحبُّ إليه من اللَّه ورسوله، ومَن كان لإنْ يُحرَق بالنار أحب إليه مِن أنْ يرتدَّ عَن دينه، ومن كان يحبُّ للَّه‌ويُبغض للَّه» [1].

وجود هذه الثلاثة في الانسان يعني الالتفات والتوجّه الخالص للَّه‌لا للزوج والأولاد والأهواء والجيران والأصدقاء والمعارف، كما تعني اختيار الانسان الحرق بالنار فيما لو خُيِّر بينه وبين البقاء على دينه، كما تعني أن لا يعادي إلَّامَن أراد اللَّه معاداته وان لا يحب إلَّامن أحبه اللَّه، أي أن علاقاته تبتني على حبّ اللَّه وبغضه، عندئذٍ يذوق الانسان طعم الإيمان وحلاوته.

وهناك رواية اخرى يقول فيها الرسول صلى الله عليه و آله:

«مَن كَانَ أكثرُ همّه نيل الشهوات نزعَ من قلبه حلاوة الإيمان» [2].

كيف يقوى‌ إيماننا؟

سؤال: مع الأخذ بنظر الاعتبار الأهمية القصوى‌ للايمان، فما نعمل لتقويته؟ أو كيف يمكننا


[1] تنبيه الخواطر (من مجموعة ورّام) 2: 116.

[2] ميزان الحكمة، الباب 282، الحديث 1374.

اسم الکتاب : امثال القرآن المؤلف : مكارم الشيرازي، الشيخ ناصر    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست