الثاني: تحقير الأصنام وبيان عجزها وكذبها أمام القدرة
الإلهية، وذلك يقلّل من قداستها وقيمتها عند المشركين.
في هذا المجال تُطرح على المشركين أسئلة من قبيل: هل تدرك هذه الأصنام ما يدور
حولها من شؤون؟ أو هل يمكنها الإجابة على أسئلتكم؟ أو هل هي قادرة على حل مشاكلكم؟
من الواضح أن السلب هو جواب هذه الأسئلة جميعها، وإذا كان الواقع كذلك كان ذلك
يعني أنها عمياء صماء ولا إرادة لها، وعلى هذا كيف يمكن لها أن تكون حلالة
لمشاكلكم؟
في القصة المعروفة عن النبي إبراهيم عليه السلام عندما سئل عَمَّن كسر الأصنام
وحطّمها أجاب:
عندما شاهد فيهم إقراراً على عدم امكانية تكلم الأصنام فضلًا عن دفاعها عن
نفسها بدأ بذمّها تحقيرها والمشركين كذلك وقال:
«قَالَ
أفَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكُمْ شَيْئاً وَلا يَضُرُّكُمْ
افٍّ لَكُمْ ولِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أفَلا تَعْقِلونَ»[3].
سعى إبراهيم عليه السلام من خلال تحقير الأصنام وبيان ضعفها وكونها ليست
منشأً لا للخير ولا للشرِّ لتنبيه المشركين إلى سوء عملهم وبطلان اعتقادهم.
الثالث: إيقاظ وجدان المشركين النائم وتوظيف هذا
الوجدان في هذا الطريق، وقد أشارت الآية 65 من سورة العنكبوت إلى هذا الاسلوب حيث
تورّط المشركون في السفينة وسط البحر بأمواج عظيمة شعروا إثرها بقرب موتهم فاذا
بهم يدعون اللَّه مخلصين له وطالبين منه المعونة. وهذا يكشف عن لجوئهم إلى اللَّه
في المعظلات حيث ينقطع أملهم بكل شيء غيره وتنغلق عليهم الأبواب إلَّابابه،
ويعرفون عندئدٍ أن لا معبود أهل للعبادة غير اللَّه تعالى.